نذر أزمة سياسية كبيرة بين الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي وقطر على خلفية رفض الديبلوماسي الجزائري الاستجابة ل«شروطها» حول تسوية الأزمة السورية، فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا اليوم تقاوم مشروعا يستهدف المقاومة برمتها. ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن ديبلوماسيين مرموقين في القاهرة أن الاجتماع الثلاثي الذي التأم موفى الأسبوع المنصرم بين الإبراهيمي ونبيل العربي وحمد بن جاسم لم يكن «ديبلوماسيا» بالمرّة حيث أسقط المسؤول القطري على الإبراهيمي شروط الدوحة لأية تسوية سياسية في سوريا.
رفض واضح
وتابعوا أن الإبراهيمي وهو الديبلوماسي الجزائري المحنك العارف ببواطن الأمور السياسية رفض الشروط القطرية والتي من بينها تحديد جدول زمني لمهمته والدعوة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قبل الدخول في أية مرحلة انتقالية في سوريا.
ويرى مراقبون أن الرفض الذي قوبلت به الإملاءات القطرية من شأنها أن تدفع الدوحة إلى إعلان الحرب على الإبراهيمي وعلى مهمتة في سوريا وإسقاطها برمتها قبل بدايتها .
ويضيف ذات المراقبين أن تغيب الرياض المتماهية مع الدوحة في مطالبها عن الاجتماع الرباعي الإسلامي في القاهرة يبرق برسالة الى المجتمع الدولي بأنه لا حل سياسي في سوريا دون الرضوخ للإملاءات القطرية.
خط الدفاع عن المقاومة
في هذه الأثناء، اكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أمس الاربعاء في دمشق ان المعركة الجارية حاليا في بلاده لا تستهدف سوريا فحسب انما «منظومة المقاومة بأكملها».
من جهة ثانية ,أكد الرئيس الأسد للوزير الايراني ان سوريا «ابدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لايجاد حل للازمة». وأضاف ان سوريا جددت تأكيدها بأن «مفتاح نجاح اية مبادرة هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة تحترم سيادة سوريا وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي».
وكان الوزير الايراني قد قال في تصريح لدى وصوله في وقت سابق من يوم أمس الى مطار دمشق ان سوريا «تواجه مشكلة ونحن نتمنى أن تتمّ ادارة هذه المشكلة في أقرب فرصة».
واضاف «هدفنا من زيارة سوريا التشاور على كافة المستويات السياسية بخصوص هذه المشكلة ونتمنى ان نصل الى استنتاج ونتيجة واحدة لحل المشكلة». واعتبر ان هذا الحل «يكون فقط في سوريا وداخل الاسرة السورية. وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية والاقليمية». وكانت ايران قد اقترحت في الاجتماع الوزاري ل«مجموعة الاتصال» المؤلفة من ايران وتركيا ومصر والسعودية الذي عقد الاثنين الفارط في القاهرة وغابت عنه السعودية ارسال مراقبين من الدول الأربع للمساعدة في وقف العنف.
تسليح
وفي هذه الأثناء, اقر مجلس الوزراء السوري في جلسته المنعقدة مساء أمس في القصر الجمهوري خطة متكاملة لتسليح الجيش العربي السوري . وأعلن وزير الدفاع فايز غصن ان الخطة بقيمة مليار وستمائة مليون دولار مقسطة على 5 سنوات. كما أقر المجلس اقتران شراء خطوط الهاتف المسبقة الدفع بكامل هويات أصحابها.