لا أدري كم يستحق المرحوم لسعد الورتاني من دعاء بالرحمة والغفران وهو الذي برحيله جمع التونسيين حوله لا بل وحدهم في موكب حزن والم على فراقه .المهم اليوم في رحيله انه الغى كل الالوان وجمعها في لون واحد انه لون التضامن والتآزر.. لون اسمه التوانسة الصافيين بعيدا عن الحقد والحاقدين والتعصب والمتعصبين . الموت لغة القدر المستعصية عن التقدير البشري وعن توقعاتنا وعن حساباتنا وبرحيل لسعد الورتاني، تكلّم القدر ووصلت الرسالة الأعمق وهي: ما اتفه الحياة لولا فسحة امل ويقين وعقيدة وتسليم .
عندما تكلم القدر سكت عشق الحياة وخرست ملذاتها في محراب الموت العظيم، عندما تكلم القدر استعدنا الصدق في التعامل والصدق في النظر والاحساس ببعضنا .برحيله حقق الورتاني انجازا جديدا قد يكون اقوى بطولة يمكن ان يفوز بها وهي بطولة حب الناس واحترامهم وتقديرهم لشخصه وأكثر من ذلك حقق بطولة توحيد التونسيين بعد ان فرقتهم النتائج الرياضية والتعصب الاعمى وابعدهم ولو الى حين عن لغط ومرج وهرج الساسة والسياسيين .
راحلون جميعا لكن لا نعلم موعد السفر الاخير.. راحلون جميعا لكن لا ندري ماذا سوف يبقى من ذكرى لنا وعنا.. واليوم برحيله ترك الورتاني أثرا طيبا واحبة يدعون له ويذكرونه بكل خير .