يطالب ابناء نصر الله (القيروان) بتوفير مواطن الشغل. وقد تم فتح مؤسسة «كارمن ريتا ريتز» للنسيج وصناعة الملابس الجاهزة. لكن صعوبات كثيرة واجهته المؤسسة وهي مهددة بالإفلاس والغلق. عن ظروف العمل وحقيقة عدم توفر اليد العاملة في معتمدية نصر الله، وبكثير من الحسرة حدثتنا زينب مرزوقي التي تمثل الطرف التونسي في الشراكة التي أقامتها مع الايطالي فرنشيسكوريتزيلا سنة 2006 لبعث مشروع يتمثل في صناعة الألبسة الجاهزة وتقوم بتصديرها إلى الخارج بعد أن تمكنت من اكتساب المهارات اللازمة فكانت بذلك أول امرأة في جهتها تقتحم مجال الأعمال وقد خاضت غمار هذه التجربة بين الأمل والصعوبات التي تصادف باعثي المشاريع من الشبان وبعد مجهودات جبارة ومضنية انطلق المشروع ليحقق أمال كثير من فتيات الجهة لكي يعملن في جهتهن قريبا من أسرهن وكي يتسنى لهن توفير بعض المال الذي كان يصرف في التنقل والأكرية في المدن الساحلية فكان المشروع بالنسبة لهن عبارة عن لم شمل من الناحية الاجتماعية واستقرار مادي من الناحية الشغلية...لكن هيهات.
وقد تحدّثت عن صعوبة توفر يد عاملة مختصة بالجهة وبالأخص الفنيين القادرين على تشغيل وإصلاح الآلات بالمؤسسة كما أن حاجة المؤسسة إلى نقل العاملات من أرياف المعتمدية إلى مقر العمل يثقل كاهل المؤسسة ويعطل في أحيان كثيرة سير العمل كما أن هناك صعوبات فنية تتمثل في عدم توفر طاقة كهربائية كافية لتشغيل المعدات بانتظام دون التأثير عليها إذ في الكثير من الأحيان تتعطب ويتطلب إصلاحها كلفة باهظة ومدة أطول تضطر فيها المؤسسة في الكثير من الأحيان إلى التوقف عن النشاط. وقد اقترحت على شركة الستاغ توفير الطاقة المناسبة للعمل إلا أنها لم تجد استجابة لطلبها.
بالإضافة إلى ذلك تلاقي هذه المؤسسة صعوبة في سداد معلوم كراء البناية التي تنتصب فيها والتي هي على ملك التضامن الاجتماعي وتطالب بمراجعة معلوم الكراء بما يتناسب وإمكانية المؤسسة في هذه الفترة وجدولة خلاص ما تخلد بذمتها من دين هذا وقد أشارت إلى أن الطريق الرابطة بين نصر الله والقيروان غالبا ما تعطل نقل البضاعة وتتسبب في تعطيل عمل مصالح الديوانة مما ينجر عنه خطايا ومخالفات .
تتراجع الطاقة التشغيلية بالمؤسسة يوميا من 200 عامل وعاملة إلى اقل من النصف جراء تراكم الصعوبات الخارجة عن نطاق المؤسسة والتي من أهمها توقف العمل لمدة أشهر في فترة الانفلات الأمني حين تخوف الحرفاء الذين تتعامل معهم المؤسسة من المغامرة في تلك الظروف الصعبة وهذا ما افقد المؤسسة جزءا من رأس مالها الذي اضطرت أن تسدد به أجور العملة وعدة فواتير ولم تدرج ضمن المؤسسات التي تستحق التعويض لتتمكن من مواصلة نشاطها في هذه الظروف الصعبة من الركود الاقتصادي والتي من الممكن أن تغلق المؤسسة أبوابها ويخسر أهالي الجهة ما يقارب المائتي موطن شغل قار قابلة للزيادة حسب ما هو مبرمج وهي في انتظار لفتة كريمة من المسؤولين للمحافظة على هذا المجهود الذي تعبت من اجله كثيرا وتأمل في دعمه .