نظم المركز الفني للزراعات المحمية والجيوحرارية يوما تحسيسيا اقليميا ضم ممثلين عن ولايات قبلي وتوزر وقابس باحد نزل قبلي وقد القيت خلال هذا اليوم مجموعة من المداخلات الفنية التي تعرض بعض مشاكل القطاع وتطرح الحلول التي وصل اليها البحث العلمي في كل وجه من وجوه اشتغال هذا القطاع. وقد اكدت كل التدخلات على الاهمية الكبرى لهذا القطاع في مجال الفلاحة بمناطق الجنوب حيث تتوفر كمية مهمة من المياه الساخنة المعتمدة في هذا النوع من الفلاحة التى يخصص منتوجها اساسا للتصدير.
ولكن لئن أكدت الارقام المقدمة في هذا اليوم التحسيسي على نجاح هذه التجربة في ولاية قابس فقد كشفت فشل التجربة بولاية قبلي فرغم انطلاق الولايتين في هذا النشاط جنبا الى جنب سنة 1986 فإن ارقام موسم 2011 2012 تكشف التطور اللامتكافئ بين مستغلات فلاحي قبلي ومستغلات زملائهم بقابس اذ بلغت المساحة المستغلة بقابس 158.7هك في 15 مشروعا و54 منتجا بينما بقيت المساحة بولاية قبلي في حدود 79.3 هك دون ان يكون بالولاية مشروع واحد في حين توزع هذه المساحة الضئيلة نسبيا على 448 منتجا.
اما عن اسباب الفشل الواضح لقطاع الزراعات الجيوحرارية بقبلي فقد لخصتها مداخلة السيد الحبيب الجريدي والي قبلي اذ اعتبر ان تعقد الوضع العقاري بقبلي وانتفاء صيغ الملكية الفردية يمثل احد العراقيل الرئيسة امام بعث المشاريع الفلاحية ويقف سدا بين الباعث الفلاحي والتمويل البنكي الضروري لكل مشروع ولذلك فقد طالب بمراجعة قانون 1964 المنظم للملكية ببلادنا كما اشار السيد الوالي الى اعتماد التجربة بقبلي منذ بدايتها على الجانب الاجتماعي على حساب البعد الاقتصادي اذ وزعت البيوت المحمية المفردة على شباب بلا امكانيات فيعجز البيت على اعالة الشاب ويعجز الشاب على القيام بمتطلبات البيت فيضيع هذا وذاك مما انتج اشكالات ديون وقضايا امام المحاكم
كما دعا الى مراجعة واقع القطاع مراجعة شاملة دون التخلي عنه لانه يظل في كل الاحوال قطاعا استراتيجيا في مستقبل الجهة سيما وان قطاع الفلاحة الجيوحرارية من اكثر القطاعات تشغيلية اذ يوفر الهكتار الواحد 10مواطن شغل.