نظم المكتب المحلي للحزب الجمهوري بالجم مؤخرا ندوة سياسية حول الانتقال الديمقراطي بفضاء دار الجم تحت إشراف ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري، وبحضور سعيد العايدي عضو المكتب التنفيذي، وعدد من الإطارات المحلية والجهوية. وعبّرت ميّة الجريبي عن سعادتها لزيارة مدينة الجم، وتوجهت بالشكر لجامعة المهدية ومكتب الجم على مثل هذه اللقاءات الجماهيرية لأن الحزب الجمهوري ليس له قوالب جاهزة، ولأن السياسي الحقيقي هو من يسأل ويتفاعل مع الناس، والسياسي الناجح هو الذي يستمع للآخر على حد تعبيرها.
وأضافت الانتقال الديمقراطي كلمة متحركة .. وهدفنا هو تأسيس الديمقراطية، والشعب التونسي بإمكانه الوصول بأمان إلى الديمقراطية، وإذا تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله، مبدية تفاؤلها بالمستقبل.. ومشدّدة على انه لا توجد كرامة دون شغل، كما لا يمكن الحديث عن الكرامة دون حرية.. ولتوفير الشغل والحرية يجب توفير المناخ الملائم.
وتابعت قائلة «إن الانتقال الديمقراطي يخضع لإرادة سياسية، وتشريك المواطن محليا في بناء اختياراته، واتخاذ القرار المناسب لتركيز منظومة تنموية رائدة ذات مردودية ناجعة، ولضمان الانتقال الديمقراطي لا بد من توفير عنصر الأمن، مع نبذ العنف مهما كان مأتاه، داعية إلى إرساء خارطة طريق لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي قوامه قضاء مستقل، وأمن جمهوري».
وفي جانب آخر أكدت السيدة الجريبي أن مدينة الجم من المناطق المتميزة فلاحيا وثقافيا وسياحيا إذ هي تربط بين عاصمتين تونس العاصمة وعاصمة الجنوب صفاقس، لكن رغم ذلك فقد بقيت من الجهات المحرومة تنمويا، فالمشكلة هي مشكلة نمط تنمية من خلال رؤية شاملة.. متسائلة كيف يمكن لأي مواطن تونسي أن يتمتع بحقوقه وشروط العيش الكريم؟ فالتجارب التي نجحت في العالم اعتمدت على ديمقراطية من هو في الحكم الذي يعمل ليكسب ثقة المواطن ويواصل الحكم، أما من هو في المعارضة فيجتهد أكثر ويقدم البديل من أجل كسب ثقة الناخبين.
وفي نفس السياق أشارت إلى أن أهالي كل جهة هم من يقرر ما هي أولوياتهم واهتماماتهم ومشاريعهم التنموية.. وتونس بإمكانها أن تحقق المعجزات لو سلكت مسلك الديمقراطية.. وأكدت أننا اليوم في تونس في حاجة إلى حلول عاجلة.. تونس لا تتحمل غلاء الأسعار، والأمور ستتعقد أكثر.. هناك وضع صعب ويجب البحث عن حلول عاجلة.. والسياسة هي كلّ لا يتجزأ، وترجمة الملموس إلى توجهات عامة، والسياسي الذي ليس له إرادة يجب أن لا يعمل في الحقل السياسي، وأضافت من شروط الانتقال الديمقراطي أن يهدأ الوضع الاجتماعي..
صحيح ان المخاض عسير، لكن يجب أن نتعاون جميعا حتى يكون المولود في صحة جيدة.. تونس يجب أن تكون مثل العائلة فيها السلفي والعلماني واليساري والنهضاوي والجمهوري والديمقراطي والإسلامي.. والجميع يتعاون، ويعمل من أجل الوطن.