أطلقت قوات عراقية النار في الهواء لتفريق محتجين سنة في وقت تثار فيه الاسئلة بشأن ما إذا كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد قرر وضع تهديده بالتصدي بقوة للاحتجاجات موضع التنفيذ. وقال أثيل النجيفي محافظ نينوى التي تضم الموصل الواقعة على بعد 390 كيلومترا شمالي العاصمة بغداد «أطلقت القوات الأمنية الأعيرة النارية واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين ودهست أحدهم بعجلة هامر عسكرية».
وأضاف أن أحد المتظاهرين صدمته عربة تابعة لقوات الأمن فيما أصيب آخرون بجروح. وقال غانم العابد أحد منظمي الاحتجاجات في الموصل إن قوات الأمن أصابت أربعة أشخاص على الأقل.
وكان نوري المالكي قد هدد في لقاء تلفزيوني الاسبوع الماضي، ضمنا المحتجين بأن قواته على استعداد لمواجهة أي تحد للسلطات المركزية في بغداد. وقال المالكي «أقول لأصحاب الأجندات لا تتصوروا أنه من الصعب على الحكومة أن تتخذ إجراء ضدكم أو أن تفتح الطريق (في إشارة إلى الطريق الدولي الذي يربط بين بغداد والاردن وسوريا) وتنهي القضية ولكن عليكم أن تعلموا أن الوقت ليس مفتوحا وعليكم التعجل في إنهاء هذا الموضوع وأحذركم من الاستمرار لأنه مخالف للدستور العراقي».
وتابع «لقد صبرنا عليكم كثيرا لكن لا تتوقعوا أن المسألة مفتوحة ولا تتوقعوا.. التمرد على الدولة». وتهدد الاضطرابات التي اندلعت في المناطق السنية قبل أكثر من أسبوعين، بانهيار الحكومة الائتلافية الهشة التي يقودها رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي. وخرج آلاف المحتجين المناوئين للمالكي إلى الشوارع في معاقل سنية بأنحاء العراق مما يزيد مخاوف من أن تؤدي الفوضى في سوريا المجاورة إلى سقوط العراق في براثن العنف الطائفي من جديد بعد عام من انسحاب آخر قوات أميركية.
وفي مدينة الموصل الشمالية أطلقت القوات أعيرة نارية في الهواء أثناء محاولة مئات المحتجين التجمع في ساحة عامة. وفي محافظة الأنبار السنية خرج خمسة آلاف محتج على الأقل إلى الشوارع في مظاهرة سلمية.
وأغلق متظاهرون طريقا سريعا رئيسيا يؤدي إلى صحراء الأنبار النائية على الحدود مع سوريا منذ أواخر ديسمبرالماضي عندما اعتقلت قوات المالكي حرس وزير المالية رافع العيساوي وهو شخصية سنية بارزة.
وأثار اعتقال حرس الوزير احتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف من السنة يشعرون بالتهميش في ظل حكومة المالكي. ويقول السنة إن المالكي يستحوذ على السلطة ويقع تحت نفوذ إيران.
وتزيد الاحتجاجات من الضغوط على المالكي وعلى اتفاق تقاسم السلطة الهش بين الكتل الشيعية والسنية والكردية التي تعيش أزمة تصاعدت تدريجيا منذ خروج آخر جندي أميركي من العراق في ديسمبر كانون الأول عام 2011.