نزل عشرات الآلاف من المحتجين من الأقليّة السنيّة بالعراق إلى الشوارع أمس بعد صلاة الجمعة في استعراض للقوّة في مواجهة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي واستمروا في قطع طريق سريع يغلقونه منذ أسبوع. وأغلق نحو 60 ألف شخص الطريق الرئيسي الذي يمر عبر مدينة الفلّوجة على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة وأحرقوا العلم الإيراني وردّدوا هتافات مثل "يا إيران برا برا..بغداد تبقى حرة" و"يا مالكي يا جبان..تأخد شورك ( من إيران." ويتهم الكثير من السنة الذين كانوا يسيطرون على العراق حتى سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في عام 2003 المالكي برفض تقاسم السلطة ومحاباة إيران. وأكّد خطيب جمعة الفلوجة الشيخ عبد الحميد جدوع الجميلي، في خطبة الجمعة أن "التظاهرات التي خرجت في الأنبار ليست طائفية كما يصفها البعض"، نافياً ان "تكون هذه التظاهرات من اجل الحشد الانتخابي او السياسي للانتخابات المقبلة". وقال رئيس علماء الفلوجة الشيخ اسماعيل خليل إن "مطالب المعتصمين هي إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات الابرياء والغاء المادة الرابعة والتي يعتقل بموجبها آلاف العراقيين"، رافضاً "تسخير الجيش العراقي وتسيسه لفئة معنية"، مطالباً بإبعاد المؤسسة العسكرية عن الطائفية، وتقديم الضابط الذي قام بفعلته الجبانة واغتصب الفتاة القاصر في الموصل إلى القضاء الذي بات غير نزيه بسبب السيطرة عليه من جهة واحدة. وتشمل مطالب النشطاء وضع حد لتهميش السنة وإلغاء قوانين مكافحة الإرهاب التي يقولون إنّها تستغل ضدهم كما يطالبون بالإفراج عن محتجزين. واندلعت الاحتجاجات الأسبوع الماضي في محافظة الأنبار معقل السنة في الغرب حيث أقام المتظاهرون حواجز على الطرق بعد أن قامت قوّات مؤيدة للمالكي باعتقال حرّاس وزير ماليته السني. وخرجت مظاهرات أيضا في مدينة الموصل بشمال العراق وفي سامراء وردّد المحتجون هتافات منها "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الهتاف الذي استخدم في انتفاضات شعبية أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا واليمن. ومن المتوقع أن تضيف الاحتجاجات إلى المخاوف من إمكانية امتداد الحرب التي تشهدها سوريا المجاورة -حيث تقاتل الأغلبية السنية لإسقاط الرئيس الذي تدعمه ايران الشيعية- إلى العراق بما يجره مجدّدا إلى العنف الطائفي الذي شهده بين عامي 2005 و2007.