كلام قديم جديد ، يُعاد ، دون رؤية أشياء تتحرّك على الأرض في التنفيذ والانجاز، ستشهد منطقة بن قردان بالجنوب التونسي إقامة منطقة تجارية ولوجيستية كبرى قصد دعم الحركة الاقتصادية والتشغيل بالجهة ، ويتوقع المختصون والخبراء أن تكون لمشروع المنطقة التجارية واللوجيستية قيمة مضافة واضحة من حيث الحركية الاقتصادية بالجهة وأيضا من حيث التشغيل، كما ستكون هذه المنطقة بمثابة فضاء متكامل لانجاز أنشطة تجارية وخدماتية تدعم الحركة الاقتصادية والتشغيل بالجهة. ومن المنتظر أن تشتمل منطقة التبادل الحر ببن قردان على عدة مكونات مثل المخازن العادية ومخازن التبريد والتجميد وخدمات النقل والتجميع وإعادة التعبئة والتغليف وخدمات الشحن والتصدير والتوريد والخدمات المصرفية والإدارية إلى غير ذلك من الخدمات الضرورية إضافة إلى انتصاب الشركات التجارية العالمية متعددة الجنسيات التي ستكون قادرة على تشغيل اليد العاملة بشكل كبير...ولكن الخوف من أن يكون كلّ ذلك مجرّد أمان وأحلام.
فالحكومة عليها أن تتحرّك بأكثر سرعة لطمأنة أهالي الجهة حول مدى التقدّم في تنفيذ هذا المشروع الضخم خاصة في ظلّ العلاقات المتميّزة التي تربطها بنظيرتها الليبيّة وفي أجواء ما بعد ثورات الربيع العربي التي من المفروض أن تمنح مثل هذه المناطق الحدوديّة أملا جديدا وواقعيّا عبر تثمين العلاقات الاجتماعيّة والتاريخيّة العميقة الّتي تربط الأهل على ضفتي الحدود والتي تتجاوز المصاهرة وعلاقات القرابة إلى ضرورة الحرص على تشجيع الاستثمار الثنائي والمشترك وتذليل كلّ الصعوبات والعراقيل الّتي تقف عائقا أمامه بسبب البيروقراطيّة والتعطيلات الإداريّة.
إذ لا شيء يُمكن أن يمنع تلك العلاقات بل من المفروض أن تكون هناك إرادة سياسيّة شجاعة لاستثمار كلّ تلك الإمكانيات المتوفّرة والمرور بالعلاقات الثنائيّة على مستوى جانبي الحدود إلى مرحلة الشراكة والاندماج الاقتصادي والتجاري.
مشاريع قيد الدراسة
إضافة إلى ذلك، تتردّد على أسماع أبناء الجهة أصداء لمشاريع أخرى مبرمجة للجهة، ومنها على وجه الخصوص: منطقة صناعيّة. الطريق السريعة في جزئها الرابط بين مدنين ورأس جدير. إيصال الخط الحديدي إلى رأس جدير. وبتقصي المعطيات لدى الجهات الرسميّة ، يتمّ التأكيد على أنّ المنطقة الصناعية في مرحلة الدراسة النهائيّة وأنّ الفترة القليلة القادمة ستشهد انطلاق أشغال الطريق السريعة إلى رأس جدير بتمويل من البنك الياباني وأنّ مدّ الخط الحديدي قيد الدراسة. فمتى ستنتهي هذه الدراسات ؟ ومتى سيتم الشروع في التنفيذ الفعلي؟.