عاشت مدينة القصر مؤخرا على وقع حدث تاريخي هام تمثل في جلب رفات شهيد الوطن عبد العزيز الادب العكرمي بعد 50 سنة من اعدامه على خلفية ما يسمى المحاولة الانقلابية لسنة 1962. وتم دفن الرفات بمقبرة الشهداء بالقصر. «الشروق» واكبت الحدث من خلال الاستماع الى انطباعات بعض اقرباء الشهيد وغيرهم ممن شهدوا الموكب. البداية كانت مع شقيق الشهيد السيد محمد الصغير الادب العكرمي الذي صرح انه اخيرا رجع الحق الى اصحابه وعاد شقيقه بعد 50 سنة الى مسقط راسه واثنى على الحضور الغفير من الضيوف من ابناء المنطقة او من خارج الولاية مشيرا الى ان عائلة الشهيد قامت بدورها لرد الاعتبار لشقيقه وهي تطالب السلطات الرسمية ان تدرج ملف الشهيد وزملائه ضمن مسار العدالة الانتقالية والاعتراف بهم كشهداء.
الدايمي حضر بتكليف من رئيس الجمهورية
ومن جهته اكد السيد عماد الدايمي مدير الديوان الرئاسي انه قدم للمشاركة في هذا الاحتفال بتكليف شخصي من رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي كما وجه التحية للشهيد الذي اعتبره احد ابطال البلاد مشيرا الى ان الشهيد رفض منظومة كاملة في عهد بورقيبة وعمل على اصلاحها لكنه اعدم من قبل اجهزة بورقيبة لوأد الحركة التي كانت تستهدف بناء تونس على اساس الهوية العربية الاسلامية كما رأى ان هذه الاحتفالات هي عبرة لكل ظالم واعتبر ان عائلته تعرضت لعديد المظالم بدءا بإعدام الشهيد واخفاء جثمانه طيلة عقود وصولا الى التضييق على عائلته واشار الى ان هذا الحدث البهيج لدليل على ان التونسيين يحفظون في ذاكرتهم الزعماء والابطال الذين لا يموتون أما المناضل الشيخ العربي العكرمي فقد اكد انه تأثر كثيرا لعودة رفات صديقه ورفيق دربه واضاف انه كان على يقين بان يعود الى القصر واعتبر هذا الحدث عرسا وليس جنازة كما نوه بالحضور الغفير من كل الاطياف ومن اهالي المنطقة وغيرهم ومن جهته اكد السيد محمد الهادي قيقة صديق العائلة القادم من النفيضة ان لكل ازمة انفراج وقد جاء للاحتفال بعودة الرفات بعد 50 عاما من الظلم والقهر واضاف ان الشهيد عرف بشهامته وثقافته وبلاغته وانه رفض الهروب من تونس بعد انكشاف المحاولة الانقلابية لسنة 1962.
رد الاعتبار لشهداء 62 واجب وطني
كما أكد أنه على السلطات الرسمية الاعتراف بكل الشهداء والعمل على احياء ذكرى وفاتهم اما صديق الشهيد طلحة الخير بالليل فاعتبر ان جلب الرفات هي عملية انصاف للشهيد لان ما قامت به حكومة بورقيبة كان خرقا للقوانين الدولية ولحقوق الانسان واضاف انه لولا الثورة لما تم جلب الرفات ورأى ان ما حصل بين بورقيبة والشهيد وزملائه هو خلاف سياسي كما اضاف انه كان من الضروري ان تكون الجنازة رسمية وبحضور كبار المسؤولين كما اكد السيد طارق حامدي صهر احد اشقاء الشهيد انه قدم من بروكسل مع زوجته خصيصا لحضور هذا الحدث الذي انتظره الاهل منذ فترة طويلة كما اشار الى ان الحديث عن الشهيد كان حاضرا في كل الجلسات العائلية مضيفا الى انه كان على الحكومة ان توفد بعض اعضائها لمواكبة الحدث. وأكد السيد عبد السلام اليحياوي رئيس المكتب الجهوي لجمعية العدالة ورد الاعتبار ان الجمعية قامت بكل الاتصالات منذ البداية للبحث عن رفات شهداء الجهة والوطن كما امنوا استلام رفات الشهيد عبد العزيز الادب العكرمي من المستشفى العسكري واشار الى انهم ساهموا في عملية التأبين كما اكد ان الجمعية طالبت السلط المعنية بتسمية الشارع الرئيسي باسم الشهيد وهذا ما حصل واضاف ان الجمعية استدعت الشخصيات السياسية والجمعيات المدنية للاحتفال بهذه المناسبة.