الحزب الاشتراكي، حزب العمل الوطني الديمقراطي، حزب المسار، الحزب الجمهوري وحركة نداء تونس جبهة الخمسة أحزاب أو ما يعرف بكتلة «الاتحاد من أجل تونس» عقدت صباح أمس الأحد بالمسرح البلدي بسوسة اجتماعا عاما شعبيا. وجاء الاجتماع تحت شعار»الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة الحرية والكرامة». وكان تحديد موقف تجاه الحكومة الحالية القاسم المشترك الذي تضمنته مداخلات ممثلي هذه الأحزاب مقرين برفضهم لسياسة الحكومة الحالية ومعبرين عن تردي الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي. حيث دعا محمد الكيلاني أمين عام الحزب الاشتراكي الى ضرورة التمسك بالمرجعيات وعلى رأسها النظام الجمهوري والمجتمع الحداثي والمحافظة على مكتسبات الدولة والقطع مع الاستبداد والاسراع بتفعيل اجراءات عاجلة للقضايا المطروحة الاجتماعية منها والاقتصادية.
رسالة الى الغنوشي
وأكّد عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي ضرورة التعجيل بوضع دستور ديمقراطي حارصا على ايصال رسالة الى الشيخ راشد الغنوشي حين قال «أريد أن أجيب الشيخ الغنوشي على ما ذكره مؤخرا في ندوة»الاسلاميون وخيارات الحكم» من أنّ الصوملة والعسكرة ليست تخمينات أو أشياء تهدد واقعنا بل هي واقع فأحداث جربة وبن قردان وسيدي بوسعيد هي الصوملة و حرص الجيش الوطني على التواجد في بن قردان هو العسكرة فليست لنا حلول بل حل واحد وهو الحوار ليس عن طريق الاستجداء بل بطريقة الفرض بل نحن نفرض حوارا جديا لحلول حقيقية».
من جانبه أشار سعيد العايدي عضو المكتب التنفيذي للحزب الجمهوري الى ضرورة تحييد وزارات السيادة وحل لجان حماية الثورة لضمان الأمن معرّجا على عملية «الاعتداء» التي تعرض اليها بالقول «عندما ضربوني زادوني قوة» واعتبر أن وجود هذه الأحزاب هو «وسيلة وليس هدفا وذلك لتحقيق برنامج اقتصادي وسياسي متكامل».
وعبر ياسين ابراهيم الأمين التنفيذي للحزب الجمهوري عن سعادته بوجوده بمدينة سوسة والتي وصفها ب «جهته» بحكم أنه أصيل ولاية المهدية و كبار عائلته درسوا بمدينة سوسة واصفا هذه المدينة ب«قاطرة الساحل وهي التي ستقود المسار التقدمي في المستقبل» على حد تأكيده.
وأضاف ابراهيم «الآن بدأ التوازن السياسي يتواجد في بلادنا وأعتقد أن تسلم الاسلاميين الحكم في هذه المرحلة شيء ايجابي أفضل من أن يكون لاحقا لأن عدة أمور اتضحت ولابد من انجاح المرحلة القادمة بالتضامن مع مختلف التقدميين من أجل النجاح في الانتخابات القادمة». ووصف فوزي الشرفي عضو الأمانة الوطنية لحزب المسار منظومة الدولة بالمفككة داعيا «الجبهة الشعبية» الى الانضمام الى هذا التحالف الخماسي.
واختتم اللقاء محسن مرزوق عضو المكتب التنفيذي بحركة نداء تونس والذي أكّد ضرورة ما وصفه ب «الكفاح» مضيفا بالقول انّ «تنسيقية سوسة قامت بالخطوة الأولى ونحن سنكمل البقية فالكفاح هو الطريقة الوحيدة لمجابهة من اعتبروا الدولة غنيمة ولا يريدون التفريط فيها» واصفا «الترويكا» بالقول «انها الكائن الغريب بحثت فلم أجد لهذه الكلمة تفسيرا غير أنها مشتقة من فعل ترّك البلاد تتريكا وزملائي في الكتلة قالوا أنها برّكت البلاد لذلك أقرب اسم لها هو البرويكا، هم رفعوا شعار الاقصاء لنداء تونس وفي الحقيقة لم يقصوا الا أنفسهم فنحن مثلما كنا مستعدين للحوار فالآن مستعدون للكفاح، نحن أمام معركة ضدّ الاستعمار الداخلي فسنخوضها وسنربحها». وحول آفاق التكتل الحزبي قال مرزوق «نحن منفتحون على «الجبهة الشعبية» والكرة عندهم».
حراسة مشددة
وقد كان رجال الأمن حاضرين بكثافة طوال هذا اللقاء وأمنوا سيره العادي أما داخل القاعة ورغم كثرة عدد المنظمين فقد تسرب أحد الشبان رافعا مصحف القرآن الكريم أمام أمناء الأحزاب و الجماهير الحاضرة مما خلق شيئا من البلبلة والاستنفار وأربك المنظمين الذين حاولوا تطويق ما حصل واخراج ذلك الشاب من القاعة فيما علق محسن مرزوق قائلا (لأن ما حدث كان أثناء القاء مداخلته) «من يستعمل المصحف بهذه الطريقة لا يقدر كلام الله فالمصحف لا يستعمل في السياسة».
