«الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد»، «عاش الاتحاد أكبر قوة في البلاد»، «يا حكومة عار عار البلاد شعلت نار» و«بالروح بالدم نفديك يا اتحاد» هذه الشعارات وغيرها رفعها أمس عدد كبير من النقابيين والشغيلة ومواطنون جاؤوا أمس لساحة محمد علي للاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 14 جانفي. ساحة محمد علي كانت عبارة عن فسيفساء متكونة من شغالين ونقابيين ورجال سياسة بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم جاؤوا جميعا منذ الساعات الأولى ليوم أمس للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة التونسية حاملين جميعهم «أعلام» تونس وصورا للزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد وسط هتافات هزت المكان على غرار «الاتحاد أكبر قوة في البلاد» التي كررها الحاضرون عديد المرات.
أثناء انتظارهم لحضور الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان يمضي على العقد الاجتماعي داخل قبة المجلس التأسيسي كان النقابيون يتوافدون لساحة محمد علي والتحقت بهم وفود أخرى كانت متواجدة في شارع الحبيب بورقيبة كما انتشر عدد من قوات الأمن بالزي المدني أمام مقر الاتحاد تحسبا لأي مناوشات يمكن ان تقع.
سنتان بعد الثورة
توافد على ساحة محمد علي عدد من الشباب العاطل عن العمل رافعين لشعارات تعبر عن غضبهم من تواصل تهميش قضيتهم من قبل الحكومة الحالية على غرار «يا حكومة عار عار الشباب بطّال»، «يا زوالي يا بطّال الحكوم لعبت بيك»، و«يا الجبالي راو الزوالي يعاني»، كما طالب هؤلاء الشباب من نقابيي الاتحاد العام التونسي للشغل بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لمشاكلهم وخاصة «البطالة».
قال سامي العليمي جامعي وعاطل عن العمل «سنتان مرّتا على الثورة دون ايجاد حلّ للعاطلين عن العمل بل وتم تشغيل أصحاب النفوذ وأقرباء الوزراء»، وهنا تدخلت إيناس المي حاملة لشهادة جامعية في اختصاص العربية لتضيف «لقد سئمنا صمت الحكومة من قضيتنا لذلك جئنا لنستنجد مجدّدا باتحاد الشغل لايجاد حلول واقعية لنا».
عمال المناولة
عمال المناولة كانوا في الموعد في ساحة محمد علي وحضروا ليعبروا عن استيائهم من مواصلة العمل بهذا الأسلوب وهذا العقد الذي يهضم حقوقهم المهنية والمادية حيث تقول فاطمة الدريدي عاملة نظافة «اعتقدنا أن الثورة ستساعدنا على استرجاع حقوقنا ولكن كنا أغبياء ووعودنا بالتخلي عن عقود المناولة ولكن كالعادة تصريحاتهم كانت مجرّد أقاويل فقط، قبل الثورة كنت أتقاضى 280 دينارا شهريا وأصبحت أتقاضى 250د فشكرا للحكومة.
وارتفعت هتافات عمال المناولة الحاضرين بساحة محمد علي للمطالبة بحقهم في عقود عمل تضمن لهم حياة محترمة من الجانبين المهني والمادي وتعالت أصواتهم مرددة «يا عامل يا بسيط المناولة لعبت بيك» «لا لتجارة العبيد»، «يا زوالي شبيك ديما تعاني».
احتفال ومطالب
رغم الأجواء الاحتفالية بساحة محمد علي بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع ثورة 14 جانفي الا أن عدد من النقابيين استغلوا هذه المناسبة للتذكير بمطالبهم المهنية والنقابية على غرار كاتب عام نقابة التعليم الثانوي الذي أكّد أن مطالب الأساتذة مازالت كما هي وقرار الاضراب قائم ليومي 22 و23 جانفي الحالي، وهذا ما أيده أيضا طبيب نقابي الذي شدّد على ضرورة احترام مطالب الأطباء من قبل وزارة الصحة وخاصة أن نقابتهم هددت بالدخول في اضراب عام سيعلن عن موعده قريبا بسبب مماطلة سلطة الاشراف.