يعتبر جبل طرزة بين معتمديتي حفوز والعلا من ولاية القيروان ثالث أعلى قمة في تونس. ويتميز بتنوعه البيئي كما ينفرد بتواجد محطة استشفائيّة ومنجم الرصاص وهي مقومات غير مستغلة. أسفل الجهة الجنوبية لجبل «طرزة» هناك آثار مساكن تعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي أنشأت بمعتمدية العلا قرب منجم الرصاص (المينة) الذي تم اكتشافه ونهب ثرواته ثم عندما رحل الاستعمار توقف عمل «المينة» وبقي داموس رقم 9 مغلقا بباب حديدي ضخم. ولا تزال المنطقة تحتفظ بآثار منازل ومتاجر وكنيسة وساعة عملاقة وبقايا تمثال السيدة مريم كان مثبتا أعلى الجبل.
بينما يعتقد أبناء العلا أنه بالإمكان إعادة استغلال «المينة». ويقول جمال إنّ المنجم ينتظر الإذن بإعادة فتحه وتشغيله مجددا ليكون رئة ثالثة لأهالي العلا خاصة بعد تأكد وجود كميات هامة من الرصاص. ورغم أن شركة «سترامين» حصلت على رخصة بحث منذ سنوات لكنها لم تطلق أشغالها بعد. كما اقترح فتح الكهوف المغلقة الموجودة بالجبل واستغلالها في دعم السياحة الجبلية ومن ثمة استقطاب عشاق استكشاف المغاور.
في الطرف الآخر من الجبل (معتمدية حفوز) يوجد «حمام طرزة» وهو محطة استشفائيّة في شكل مغارة يمكن الوصول إليها بتسلق 233 درجا حجريا متآكلا. وهي غير مستغلة بالشكل المطلوب بسبب عدم تهيئتها. وقد أظهر هذا الحمام الاستشفائي نجاعة صحيّة واكتسب شهرة قهر أمراض الروماتيزم والبرد. هذا الموقع هو اليوم في حاجة إلى الصيانة وتوفير مستلزمات السلامة والإقامة عبر إعداد دراسة مشروع محطة استشفائية لتكون وجهة سياحية بديلة مطابقة للمواصفات المعمول بها فتنتفع منها البلاد والعباد.
ويكتنز جبل طرزة مخزونا طبيعيا وبيئيا متميزا يجمع بين العيون المائية الجبلية العذبة والنباتات الطبية النادرة والحيوانات والطيور وتحتاج الى تفكير حول إحداث محمية غابية. وتوفر هذه المقومات منتوجا سياحيّا قادر على استقطاب عشاق السياحة البديلة نعم القيروان يمكنها ان تكون وجهة المتعة والسياحة والتنمية.