مثلت ندوة «قراءات في الثورة» احدى عناصر البرنامج الاحتفالي الثقافي الذي تشهده الجهة على امتداد أكثر من أسبوع بمناسبة الذكرى الثانية للثورة التونسية الندوة حضرها أكاديميون قيموا واقع الثورة. نظمت هذه الندوة التي احتضنها مؤخرا فضاء المركب الثقافي وفي إطار البرنامج الذي أعدته المندوبية الجهوية للثقافة للاحتفال بعيد الثورة بالتعاون مع جمعية ميثاق للتنمية والمواطنة ونادي حنين وباجة «ت ف» باستضافة كل من الأستاذين المنصف وناس أستاذ باحث بالجامعة التونسية والطاهر أمين كاتب وباحث في الاسلاميات ليقدما قراءات مختلفة حول افرازات الثورة التونسية وانعكاساتها على المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وفي مداخلته اكد الأستاذ الطاهر أمين أن ثورة تونس قد جلبت معها آلاما كثيرة واعتبرها نكسة للتقدم الاجتماعي مشيرا إلى أن ثورة تونس لم تكن الا بغاية الحرية.
من جهته، اعتبر الأستاذ منصف وناس أن عامين وحدهما لا يكفيان لفهم ما حصل في تونس ولوضع تقييم موضوعي مؤكدا أن للثورة مكاسب تحققت أهمها تمكن الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر واليمن ودون سلاح من الاطاحة بأعتى الدكتاتوريات في العالم وهو مكسب لا يمكن انكاره.
كما ذكر الأستاذ وناس أن الفساد الذي كان سائدا في السابق قد انعكس انعكاسا سلبيا على الشعب التونسي رغم أن الوضع السياسي أصبح أفضل بكثير مما كانت عليه البلاد سابقا خاصة حرية الفكر والتعبير وامكانية ابداء الاختلاف.
تعثر التجربة الديمقراطية
وعن التجربة الديمقراطية في تونس بعد الثورة، ذكر الأستاذ وناس أنها متعثرة غير أننا قد قطعنا مع الدكتاتورية قطعا نهائيا وأننا مؤهلون بفضل قدراتنا الذاتية للنجاح بالعمل مؤكدا أن تونس هي من أكثر البلدان العربية حظوظا في النجاح الديمقراطي رغم الصراخ والأصوات المرتفعة والتوترات والاقصاءات والتخوين والتكفير الذي طفا على السطح في برامجنا التلفزية وفي شوارعنا ومنابر الحوار مع أننا استطعنا تجاوز الأزمة رغم كل هذه التراكمات السلبية في تونس .. وقد أضاف الأستاذ وناس أنه من الصعوبات البارزة اليوم في مرحلة التحول السياسي الديمقراطي هو تحول دولة سياسية دكتاتورية ضاغطة وشديدة الضغط على المجتمع الى دولة ضعيفة .
وعن صعوبات تقدم المسار الديمقراطي السياسي في تونس قدم الأستاذ وناس جملة من الفرضيات أهمها عدم قدرة دولة الاستقلال منذ 6 عقود على تلبية المطالب الاقتصادية والاجتماعية بشكل مشروع فأدت طبيعة الحوار السياسي المعلق الى تعتيم المطالب وبناء الدولة اما على الولاء أو القمع أ ولأن النظام السياسي التونسي ورغم تمتعه بميزانية ووقت كاف وتاريخ اجتماعي وسياسي كبير لم يعمل على خلق الحلول لتخفيض التوترات الاجتماعية رغم أنه كان من المستطاع جدولة الامكانات والطلبات في السابق الى جانب عدم تنشئة شخصية تونسية قاعدية متدربة على الحوار مضيفا بقوله أن الشخصية التونسية واقعية والشخصية الواقعية تهادن وتتحمل وميالة للحلول الفردية لكنها تنفجر وهو ما حصل يوم 14 جانفي.