منطقة عين الزرقة من معتمدية الجريصة تشد من يزورها بموقعها الجغرافي المتميز وجمالها الخلاب ورغم توفر شروط العمل فإن القطاع الفلاحي يبقى في حاجة إلى مجهودات كبيرة للنهوض به. يقول السيد علي بالطاهر ان هذه المنطقة كانت تنتج كميات كبيرة من الخضر والدلاع والبطيخ ولكن امام عدم توفر سوق محلية وتدني الاسعار مقارنة بالمصاريف تخلى الفلاحون عن الإنتاج بل هناك من باع المحركات وقنوات الري.
كما يضيف السيد حاتم العلوي ان الارض التي يستغلها هي بعيدة نسبيا عن البحيرة مما يخلق مشكل نقص الماء بالإضافة الى غياب التوعية وسوء التصرف وحتى في حالة حدوث عطب في المضخات فان عملية الاصلاح لا تتم بالسرعة المطلوبة مما يتسبب فى إضرار فادحة بالمنتوج الذي لا يتحمل الظروف الطبيعية القاسية.
إضافة إلى إشكالات عقارية تسببت في تشتت ملكية الأراضي. كما يعتبر الطريق من العوامل غير المساعدة على الاعتناء بالفلاحة بهذه المنطقة لصعوبة ترويج المنتوج. السيد الباجي الفرشيشي تحدث عن تجربة نموذجية قام بها منذ سنوات تتمثل في غراسة التفاح في البداية حققت نتائج باهرة ولكن بعد إصابة الأشجار بعوارض مرضية وقع إتلافها في غياب الأخصائيين في الميدان .
من جهته يؤكد السيد الزين السمعلي انه يستعد من الآن لغراسة الزياتين وزراعة الخضر في أرضه المحاذية للبحيرة ويطلب من المصالح المختصة الدعم أو أن يقع إحياء برامج التكوين في تربية الأبقار وتسمين العجول.
يعقب السيد صلاح العلوي بالقول ان معظم الفلاحين تعرضوا لصعوبات كبيرة في بداية هذا الموسم للتزود بمادة الشعير وقد تدخلت ادارة الفلاحة بالجريصة لتوفر لنا الكميات اللازمة وأدعو الاتحاد الجهوي بالكاف الى التدخل لمعاقبة المخالفين ومساعدة الفلاحين الصغار للتصدي لظاهرة الاحتكار والسمسرة .
اما السيد زهير العلوي فقد تحدث عن بعض الحلول للنهوض بهذا القطاع كأن يقع اعفاء الفلاحين الصغار من الديون المتخلدة بذمتهم وسن قوانين جديدة ملائمة للتشجيع على الاستثمار الفلاحي وتقديم قروض بنكية بصيغ جديدة ويضيف قائلا : هذه المنطقة المنسية قادرة على توفير الإنتاج الفلاحي كما وكيفا للجهة ولكنها لا تحظى بالاهتمام اللازم ولا بد من رسم برنامج واضح المعالم يقع فيه تشخيص المشاكل الحقيقية والإنصات إلى الفلاحين وتحديد الإمكانيات المتاحة وتشريك الباحثين والمهندسين وكل المؤسسات المعنية كوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية والشركات التعاونية الفلاحية.