موجة البرد التي تعيشها بلادنا هذه الايام وتساقط كميات هامة من الثلوج على بعض المناطق في الجزائر وأوروبا أعادت إلى أذهان التونسيين سيناريو نهاية جانفي الماضي عندما غمرت الثلوج بعض مناطقنا وعزلتها وقطعت الطرقات.. فهل يتكرر هذا السيناريو في الفترة القادمة ؟ تشهد تونس هذه الايام موجة من البرد مع تكاثف السحب ونزول كميات من الأمطار ورياح قوية . وفي الآن نفسه تعيش بعض المناطق في الجزائر وعديد المناطق تهاطل الثلوج ونزول درجات الحرارة .
مخاوف
عبر عديد التونسيين، خاصة من متساكني المناطق الغربية للبلاد، عن مخاوفهم من تكرار ما حصل نهاية جانفي وبداية فيفري من السنة الفارطة عندما غمرت الثلوج المنازل والطرقات وعزلتهم وتسببت لهم في معاناة كبيرة جراء البرودة الحادة ونقص وقود التدفئة والغاز وتعطل مختلف مصالحهم.. ولم تقتصر معاناة السنة الماضية على هؤلاء فقط بل طالتها في ما بعد إلى سكان المناطق القريبة منهم عندما ذابت الثلوج وتسببت في فيضانات عارمة بمناطق حوض مجردة . ومعلوم أن الفلاحين عادة ما يستبشرون بنزول الثلوج ويعتبرونها مؤشر صابة جيدة، كما أن للثلوج دورا هاما في تغذية المائدة المائية وفي تحسين مخزون السدود .
أمطار وبرودة بلا ثلوج
وحول امكانية تكرر ما حصل خاصة ونحن على أبواب نهاية جانفي وبداية فيفري (الفترة نفسها من السنة الفارطة التي شهدت تهاطل الثلوج والفيضانات)، ذكرت مصادر من المعهد الوطني للرصد الجوي ان ذلك مستبعد إلى حدود نهاية الاسبوع القادم، وفق التوقعات متوسطة المدى .
وأضافت المصادر نفسها أن نزول الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيتواصل اليوم الجمعة بمناطق الشمال مع تكاثف السحب وهبوب الرياح القوية، في حين تكون بمناطق الوسط والجنوب أقل حدة . وبالنسبة ليوم السبت تكون السحب عابرة مع انخفاض في سرعة الريح وارتفاع نسبي في درجات الحرارة . ويوم الأحد والاثنين، تعود السحب من جديد أكثر كثافة مع عودة الامطار للنزول بالشمال وعودة درجات الحرارة للانخفاض، وتكون أقل حدة في الوسط والجنوب . ويتواصل الوضع نفسه يومي الثلاثاء والاربعاء، وقد يتواصل على ذلك النحو إلى حدود نهاية الأسبوع القادم .
وبالنسبة للثلوج، لا يتوقع المعهد الوطني للرصد الجوي نزولها على بلادنا في الفترة القادمة، ولا مجال حسب مصدرنا للمقارنة مع ما يحصل في الجزائر أو أوروبا باعتبار أن الحرارة لم تنزل في بلادنا بشكل ملحوظ، ومعلوم أن الهبوط الحاد في درجات الحرارة مع ارتفاع نسبة الرطوبة إضافة إلى الارتفاع هي من أبرز أسباب تكوّن الثلوج، وهو ما لم يحصل في بلادنا إلى حد الآن .
وعموما ستبقى فرضية نزول الثلوج قائمة إلى فترة ما بعد التوقعات متوسطة المدى خاصة أن شهر فيفري عادة ما يشهد هبوطا ملحوظا في درجات الحرارة .