تحتضن ولاية تطاوين حدثا ثقافيا ضخما للفن المعاصر قريبا يجمع على امتداد 24 ساعة بين المشاهدة والتفكير وبين الضحك والإنتاج... هذا العرس ستحتضنه قرية شنني الأثرية لفائدة المتساكنين هناك تحت عنوان «من ربوة إلى ربوة» خلال شهر مارس القادم بمشاركة حوالي عشرين فنانا تونسيا وأجنبيا من أوروبا ومن حوض المتوسط. ويتميز هذا الحدث الثقافي الضخم في دورته الأولى ببعده للحياة الفنية فوق المرتفعات والربوات ( جمع ربوة ) من حيث الصعوبات والايجابيات والخصوصيات المختلفة للمرتفعات ويشرف على تنظيمه جمعية « 24 ساعة للفن المعاصر» بالتعاون مع معهد قوت الألماني في ثلاث مواقع مختلفة جغرافيا بالجمهورية التونسية (سيدي بوسعيد، تكرونة بالنفيضة، شنني تطاوين ).
في هذه التظاهرة الثقافية الفريدة يقدم الفنانون ابداعاتهم البصرية والتشكيلية على الربوات والمرتفعات الثلاث حيث تضم هذه العروض الفنية مجموعة فريدة غير مألوفة من تعبيرات الفن المعاصر وجملة من الأعمال الفنية والانجازات التي تقدم للمتساكنين والزائرين على حد السواء بطريقة مغايرة ومثيرة للإعجاب تبرز العمق الثقافي الطبيعي الذي يميز هذه المناطق والروابط التي تجمعهم.
في هذا الحدث الثقافي الضخم تتاح الفرصة لكل فنان مشارك من عرض رؤيته الخاصة وكونيته من خلال عملين فنيين لمكان اعتاد عليه الزائرون لدفع السكان المحليين للمنطقة الى التثبت والتمسك بهذه المواقع وحثهم على مزيد التفكير وإعادة التأمل في تاريخ حياتهم وخصوصياتهم الاجتماعية وإعادة النظر في المشاهد الجميلة والمناظر الخلابة لهذه المرتفعات والربوات التي تزخر بها كل منطقة من المناطق الثلاث في تونس، والتي يعيشون فيها ضمن مشروع ذي طابع كوني.. وهو ما يسعى إلى تحقيقه مشروع « الفن من ربوة إلى ربوة» من خلال هذه التظاهرات الثقافية ذات الطابع الفني.
وقد أقيمت سلسلة من ورشات العمل التمهيدية استعدادا لهذا الحدث من أجل تعميق العلاقة بين الفنانين والمرتفعات مكّنت الجميع من الاطلاع واكتشاف هذه الجهات وسكانها المحليين وأساليب الحياة ونمط العيش فيها لذلك تمت دعوة عديد المتساكنين للمشاركة الفعلية في التصور النهائي إلى جانب الفنانين وفي التهيئة لانجاز هذه الأعمال الفنية لهذا الحدث الضخم. كما ستكون هذه التظاهرة الفنية مفتوحة للجماهير بمختلف فئاتها إذ يمكن من خلال ذلك كله تأسيس تقاليد جديدة تمكن من اقتحام ميدان الفن المعاصر بشتى تعابيره المختلفة من أوسع الأبواب بالبلاد التونسية.