تبذل تونس جهودا كبيرة من أجل توظيف المخزون الاثرى والتراثي كمنتج جديد للسياحة الصحراوية من خلال وضع خطط وبرامج عملية في العديد من المناطق بالجنوبالتونسي، بما ينعكس بشكل إيجابى على الحركة السياحية فى البلاد. وفى هذا الإطار، بادرت الهياكل المختصة فى تونس إلى انقاذ 21 قصرا صحراويا من الاندثار من خلال الاستعانة بخبراء في ترميم المعالم التاريخية والاعتماد على فنيي المصالح الثقافية المعنية وتوفير الاعتمادات اللازمة التي تتراوح بين 100 و400 الف دينار (الدولار الامريكى يساوى 1.2 دينار) للقصر الواحد. ويوجد بمنطقة تطاوين على بعد (600 كلم) جنوب العاصمة التونسية أكثر من 64 قصرا من إجمالى نحو 90 قصرا بالجنوبالتونسي. ويتوزع جانب مهم من هذه القصور فى المناطق الواقعة على سفوح الجبال والمنحدرات والسهول وهي قبلة مفضلة للسائحين الأجانب والمحليين نظرا لمحافظتها على طابعها الأصيل، بالإضافة إلى تفرد كل قصر بخصوصياته بما يفتح الافاق أمام الاستثمار في المشاريع التنموية والسياحية. ويعد قصر ((شنني)) الواقع على بعد (20 كلم) من تطاوين أعرق وأكبر هذه القصور البربرية وأكثرها استقبالا للزائرين بعد استكمال اشغال تهذيبه وتهيئة المسالك السياحية المؤدية اليه. اما قصر ((الحدادة)) من معتمدية غمراسن الذى تم الاستعانة به عام 2000 فى ديكور فيلم (حرب النجوم) للمخرج الامريكي جورج لوكاس، فالقصر عبارة عن متاهة من الغرف يبلغ عددها 567 غرفة تمتد على مساحة 6400 متر مربع، ومن المنتظر أن يتحول قريبا إلى وحدة سياحية غاية فى الجمال، بعد أن ترميم غرفه وصيانتها بالكامل. وفي إطار سعى المستثمرين لاستغلال بعض المحلات في القصور المرممة من أجل توفير الخدمات الضرورية للزائرين من مختلف البلدان، فقد تمكن صاحب أحد المشاريع من التكفل بصيانة قصر اولاد دباب من معتمدية تطاوين الشمالية الذى أصبح فضاء سياحيا متكاملا يحتوى على مقهى تقليدى ومتحف للباس التقليدى التونسي والحلي، كما يضم في بهوه مجسمات لحيوانات صحراوية. وقد انطلقت أعمال ترميم العديد من غرفه لتكون مهيأة لاستقبال السياح وتقديم كل أسباب الراحة والاقامة لمدة طويلة، وتتواصل أعمال الصيانة والترميم وتهيئة المحيط في عدة قصور أخرى على غرار قصر الرخايصة الدغاغرة 2 وقصر الدغاغرة 1 جبل الصد وقصر أولاد بوجليدة وقصر المرة. يذكر أن هذه القصور لعبت عبر التاريخ دورا مركزيا في حياة سكان المنطقة كمظهر من مظاهر الاستقرار باعتبار وظائفها الاساسية في تخزين المنتجات الفلاحية المحلية من جهة، وتأمين النشاطات التربوية والدينية والتجارية من جهة أخرى.