اعتبر الأستاذ عبد الرؤوف العيادي أن المطلوب في ظل محاولة استئناف مسار الثورة التضحية بمحاولة البحث عن الحقيقة وإجراء تشخيص جريء للوضع بعيدا عن وضع مصالح الثورة في الميزان. وأضاف العيادي في أول لقاء جماهيري لحركة وفاء في مدينة بنزرت نهاية الأسبوع المنقضي ان من أسباب رفض الدخول في مقترح التحوير الوزاري عدم طرح مراجعة الخيارات السياسية الكبرى حيث بقيت الأولوية لتحقيق أغراض النخب السياسية التي اعتبرها على حساب الاهتمام بالصالح العام من الشؤون بعد الثورة. وانتقد الأستاذ العيادي في الأثناء طبيعة عمل المجلس الوطني التأسيسي ومن ثمة رئاسته معتبرا أن من باب المراجعات مثل هذه المناصب مع التحوير الوزاري والتي وصف دورها على شاكلة « البوسطاجي» حيث تعمل تحت ضغط قوى المعارضة بهدف انتخابي بحت حد وقوله. وفي حديثه عن استحقاقات المرحلة لاحظ رئيس حركة وفاء ان بعد الثورة كان الهاجس الاقتصادي الأبرز ذلك على حساب التفكير في بناء المجال السياسي الوطني ومن ثمة فتح الباب بجدية للمحاسبة التي لا تعني التشفي ولكن لتحديد المسؤوليات والمحاسبة بهدف المعرفة وهو الأمر حد قوله الذي فتح الباب لان يحاسب القديم الجديد بآلياته والتحصين عبر رؤاه بامتياز.
وأشار العيادي في الأثناء الى أهداف الحركة الوطنية المجهضة ولا سيما في بناء الدولة الوطنية المستقلة لا تونسة الادارة الاستعمارية حد تعبيره مستعرضا مخاطر بعض الفصول في الدستور والتي تؤشر حد تعبيره الى الوصاية تحت مظلة العنف واللاّ حوار ونبذ التسامح والتي في ظلها لا يمكن بناء الديمقراطية.
وابرز رئيس حركة وفاء بالمناسبة ما اسماه بنشوء دكتاتورية جديدة في ظل اعادة بعض القوى بعد الثورة الطريق لوصاية فرنسية على بلادنا.منتقدا دور المثقفين على اعتبار كل الشعوب بنخبها والتي تخلت عن دورها زمن بن علي حد وصفه وحيث للدكتاتورية منظومة متكاملة لم تفكك بهدف البناء الجديد بعد الثورة. وأشار العيادي أن الاعلام اغفل القضايا الأساسية وخير دليل على ذلك مضمون البلاتوهات التلفزية.
وفي اتجاه متصل لاحظ ان الاعلام في كثير من الأحيان يلعب دور التجييش والتوظيف غير البريء في تناول ملفات منها إزاء المنتمين لروابط حماية الثورة وجعل منها قضية تونس حد تعبيره مضيفا انه مع تطبيق القانون على الجرم مستدركا انه على السياسي في ظل استئناف مسار الثورة وتأمينها بمعزل عن الانتقال الديمقراطي أن يشخص الأوضاع ويحدد بموضوعية عدوه السياسي في ظل أن الخطر الحقيقي لمن تورط ويتصدى لمشاريع المحاسبة على حد تعبيره.