عقد المجلس المحلي للتنمية بالمكناسي بمقر اتحاد الشغل جلسة عمل حضرها اطراف نقابية وممثلون عن بعض الجمعيات والأحزاب وثلة من الشبان المعتصمين امام مقر المعتمدية منذ يوم 10 جانفي. الجلسة كانت اعلامية بالأساس وتركز الاعلام فيها حول محتوى الجلسة التي التأمت بمقر الوزارة الاولى يوم الخميس 17 جانفي الجاري والتي جمعت ممثلين عن الحكومة وصاحب مشروع «مصنع للسيارات السيد احمد بركيه» مدعوما بوفد عن ولاية سيدي بوزيد وكان المحور الرئيسي للجلسة هو تحويل صبغة قطعة الارض التي وقع الاختيار عليها لبعث المشروع بجهة المكناسي، من فلاحية إلى صناعية وفي هذا الاطار اكد السيدان: بوجمعة المشي وجلال العليبي وهما ممثلان عن جهة المكناسي وكانا قد حضرا هذه الجلسة ان الطرف الحكومي قد ابدى تفهما وترحيبا بفكرة بعث المشروع واعدا بالتسريع في الاجراءات القانونية وبإزالة كل العراقيل وقد بينا ان اختيار قطعة الارض المزمع استغلالها لبعث المشروع كان مدروسا فهي قد جمعت بين الامتداد على مساحة كبيرة (500 هكتار)، والانبساط ومحاذاتها لخط السكك الحديدية الذي يربط الجنوب الغربي للبلاد التونسية بباقي الجهات، وللطريق الوطنية رقم 14 وكلاهما يؤدي إلى موانئ قابس، الصخيرة وصفاقس. هذا إلى جانب إعادة بعث شركة فسفاط المكناسي والذي اوكلت دراسته لشركة فسفاط قفصة والديوان الوطني للمناجم وبمساهمة المجتمع المدني ممثلا في ثلة من المختصين وذوي الكفاءات من الجهة.
هذان المشروعان أن تم فعلا تركيزهما وهو ما ينتظره اهالي المكناسي والجهات المجاورة بعيون حالمة سيمثلان حلا لمشكل البطالة بطالة لطالما جثمت على الصدور وقد أتت على خريجي المعاهد العليا والكليات ومراكز التكوين المهني وعلى الكثيرين من الرجال والنساء فذاقوا مرها واكتووا بحرها، وأثناء الجلسة تدخل بعض الشبان الذين يخوضون اعتصاما منذ العاشر من الشهر الجاري وقد عبروا عن استيائهم مما الت اليه الاوضاع في جهتهم فهم كثيرا ما حلموا وهم الذين كانوا روح الثورة ووقودها، هم لم يطلبوا مستحيلا فقد طالبوا بتشغيلهم وهو حق مشروع يضمن كرامتهم واستقرارهم وإحساسهم بالانتماء إلى هذا الوطن.
وفي هذا الصدد تلقى هؤلاء الشبان وعدا بإيصال صوتهم ومطالبهم إلى السيد والي سيدي بوزيد للبت فيها ولإيجاد حلول مناسبة.
وفي ذات الجلسة تم التطرق إلى الملف الامني بجهة المكناسي وفي هذا الاطار عبر الحاضرون عن عدم رضاهم التام عن الوضع الامني: نقص في عدد الاعوان وفي التجهيزات وأدوات العمل وانعدام الدوريات الامنية وطالب الحاضرون بأن تولي الحكومة الملف الامني بجهتهم الاهمية التي يستحقها حتى تجنب البلدة عديد المشاكل وحتى نضمن اقبال المستثمرين إلى الجهة التي تزخر بعديد الخيرات الطبيعية والبيئية وهنا لزام على الاهالي ان يكونوا اول الساهرين على الامن وتوفيره حتى يدحضوا الاباطيل والإشاعات التي تروج حول جهتهم.
السيد بوجمعة المشي اقترح بعث منتدى للمجتمع المدني يتكون اساسا من الجمعيات الناشطة بالجهة ومن ذوي الكفاءات وممثلين عن المجتمع المدني ويتمثل دوره اساسا في تقريب وجهات النظر عند حدوث خلافات والدعوة إلى نبذ التفرقة بكل اشكالها وإيجاد الحلول للمشاكل بالجهة وإعداد الدراسات وتسهيل عمل المستثمرين الذين يريدون الانتصاب بالجهة.
الجيد في هذه الجلسة ان كل الاطراف بمختلف مشاربهم السياسية والإيديولوجية قد اجمعوا على ان مصلحة جهتهم فوق كل الاعتبارات والتجاذبات وان « المكناسي» تاج فوق رؤوس ابنائها وبناتها تسقط السياسة والتجاذبات ولا يسقط التاج.
وعلى امل ان تتحقق هذه المشاريع وفي انتظار ان يتحول المأمول إلى ملموس تبقى الاعناق مشرئبة إلى غد افضل وعلى الحكومة ألا تحمل الاعناق ما لا يطاق وألا تعرقل عقارب الساعة في تأخر حلول الغد.