أصبحت مشكلة النقل في مدينة قصور الساف تثير قلق، واستياء المواطنين بسبب تواصل غياب وسائل النقل، فضلا عن الفوضى وافتقاد أسطول هذه المحطة للعدد الكافي من سيارات الأجرة خصوصا في الفترة الصباحية. فمحطّة النقل الوحيدة في هذه المدينة تعيش عديد النقائص لعلّ أهمّها عدم توفّر الحافلات وسيارات الأجرة بالشكل الكافي والمطلوب لتأمين سفرات يومية لأكثر من 700 مسافر بين تلاميذ، وطلبة، وموظفين، وعامة المواطنين من مدينة قصور الساف إلى مدينة المهدية، والمناطق المجاورة لها وهو ما يجعلهم ينتظرون ساعات طويلة قدوم وسائل النقل في ظروف أقل ما يقال عنها أنّها قاسية جدّا في ظل غياب أبسط المرافق الضرورية في المحطّة، كالأماكن المخصّصة للجلوس والاستراحة ودورة مياه... وهو ما يزيد في عناء المسافرين، ويتسبّب في تعطيل مصالحهم خاصة منهم القاصدين مركز مدينة المهدية والتي لا تبعد سوى 12 كلم عن مدينة قصور الساف.
طوابير المسافرين، والازدحام، والتدافع أصبح مشهدا مألوفا ويتكرّر صبيحة كل يوم في محطة النقل والمحيط القريب منها متسببا في مشاكل كبيرة لدى المواطنين إلى حدّ أصبح فيه الوضع يطرح عدّة استفهامات حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المعضلة اليومية، والتي أرجعها البعض إلى النقص الكبير في سيارات الأجرة، مقابل ارتفاع عدد الطلبة، والموظفين، والعمال الذين يشتغلون في مختلف الإدارات والشركات الاقتصادية في المهدية، في حين اعتبرها البعض الآخر وليدة قلّة النظام داخل المحطّة، وتقصير الجهات الأمنية، وغياب الرقيب بخصوص عدم تقيّد أصحاب سيارات الأجرة بالقوانين المعمول بها مثل احترام التنقل وفق الخطّ المتوفّر في رخصة «اللواج».
هذه الفوضى التي تعيشها محطة النقل بقصور الساف وفرت لأصحاب السيارات الخاصة الفرصة لاستغلال الوضع، والتكفل بنقل المسافرين بطرق غير قانونية، بل ويزيدون في معاناتهم من خلال الترفيع في التسعيرة المعمول بها، وابتزازهم بكل الطرق ليدفع المواطن البسيط ثمن اللخبطة التي يعيشها قطاع النقل دون أن تتدخّل الجهات المعنية لوقف هذه التجاوزات.