قال شكري بلعيد إن المسار الثوري مازال متواصلا ما لم تتحقق أهداف الثورة، وإن حكومة الترويكا وأمام عجزها السياسي والاجتماعي تعمل على «تعفين» الوضع و«صوملة» البلاد. حضور شكري بلعيد بمدينة نابل كان بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب «الوطد» الموحد رابطة نابل الذي احتضن أشغاله أحد نزل الجهة وحضرته أعداد كبيرة من منخرطي الحزب والمتعاطفين معه بالإضافة على ممثلي الأحزاب المنصهرة داخل الحزب والجبهة الشعبية مثل حزب العمال والبعث والديمقراطي الاشتراكي وحركة الشعب، كما سجلنا حضور ممثلي بعض المنظمات الوطنية على غرار الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والاتحاد الجهوي للشغل بنابل.هذا المؤتمر كان تحت شعار «نتّحد من أجل جمهورية ديمقراطية اجتماعية» افتتحت أشغاله رئيسة المؤتمر ابتسام السعيدي التي أكدت أن هذا المؤتمر جاء ثمرة المسار التوحيدي الذي اعتبرته مازال مفتوحا ومتواصلا لجمع شمل العائلة «اليسارية» واعتبرت أن نتائج انتخابات 23 أكتوبر وما أفرزته من نتائج مخيبة ومن تشتت للأصوات جعل من توحيد القوى اليسارية صلب جبهة موحدة ضرورة ملحة تُرجم في ولادة «الجبهة الشعبية» التي أظهرت «حسب قولها» معدنها الطيب من خلال مساندتها للمطالب المشروعة للشعب التونسي.
من جهته أكد شكري بلعيد أنه لا يمكن بأي حال التبشير بالديمقراطية أمام العموم ما لم تتم ممارستها داخل الحزب، وقال إن أبناء الحزب أصبحوا أمام تحديات جسيمة لإنجاح المسار الثوري وهي العمل على تقوية الحزب عبر الانفتاح على الكفاءات الجهوية والاتصال المباشر بالمواطنين خاصة بالمناطق الريفية والأحياء الشعبية والإنصات إلى شواغلهم، واعتبر أن الجبهة الشعبية ليست مجرد التقاء أحزاب إنما هي مسار ثوري مفتوح لا يقتصر على القوى اليسارية بل مفتوح على جميع القوى الديمقراطية والتقدمية والقومية...
واعتبر بلعيد أن المسار الثوري مازال متواصلا ما لم تتحقق أهداف الثورة. واتهم بلعيد الائتلاف الحاكم الذي تقوده الترويكا بمحاولة الالتفاف على المطالب المشروعة للشعب التونسي ووضع اليد على جميع مفاصل الدولة من خلال التعيينات المبنية على الولاءات الحزبية صلب الإدارة، وانتقد مسألة الحفاظ على جوهر الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنوال التنمية السابق من خلال الارتهان للدول الأجنبية وتعميق المديونية وتسريع وتيرة الخصخصة وما اعتبره تفويتا في الثروات الوطنية لصالح الدول الغربية والخليجية مما ضاعف «حسب قوله» من ظاهرة البطالة وعمّق تدهور المقدرة الشرائية.
وفي إشارة إلى التحوير الوزاري المزمع إجراؤه أكد أنه «مسلسل مكسيكي هزيل الإخراج» يقصد به «حسب قوله» إلهاء الشعب عن قضاياه الأساسية، وقال إن الجبهة الشعبية سوف تقف بالمرصاد لكل محاولات استغفال واستبلاه الشعب، وختم بالقول: «لدي قناعة راسخة في أن الحكومة سوف تنسحب تحت وطأة الزحف الجماهيري».