وسط شعارات حزبية واخرى مناوئة للحكومة، تواصلت على امتداد يوم الاحد الفارط فعاليات مؤتمر رابطة صفاقس لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بحضور أمينه العام شكري بلعيد. بعد مداخلات عديدة تداول عليها كل من محسن بن حمد رئيس المؤتمر ومحمد العزعوزي منسق المؤتمر وحسين الزواغي ممثل التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية ونبيل نعمان ممثل اتحاد شباب «الوطد» وممثلة الفرع الجهوي للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومحمد الحمزاوي ومحمود البقلوطي ممثلي رابطة حقوق الانسان الشمالية والجنوبية بدا شكري بلعيد مداخلته بابراز دور صفاقس في التعجيل برحيل الدكتاتور ولا تزال بمواقفها الصلبة تقلق الحكام الجدد.
نقد الحكومة اخذ من كلمة شكري بلعيد حيزا كبيرا من مداخلته معددا مواطن العجز في ايجاد حلول للنقائص الاجتماعية والاقتصادية بما زاد في تدهور المقدرة الشرائية للطبقة الوسطى فضلا عن الطبقة الضعيفة وفقدان بعض المواد الغذائية الأساسية لأسباب متعددة. شكري بلعيد ضرب مثلا لنقص المواد الغذائية وغيابها عن الاسواق مادة الحليب معتبرا ان السبب الرئيسي عدم الاستعداد المسبق بتوفير احتياطي لتعديل الأسواق بالإضافة إلى تنامي التهريب عبر الحدود الجنوبية متهما الحكومة بالتورط في ذلك.
غلاء الاسعار في الاسواق ارجعه الامين العام «للوطد» الى اعتماد منوال تنمية قديم اثبت فشله و»تسديد الديون بالعجز» بما ساهم في ضرب المؤسسة الاقتصادية الوطنية المنتجة وفتح البلاد على مصراعيها دون حماية الرأسمال الوطني التونسي وإعطاء امتيازات للبلدان الخليجية.
وعرج شكري بلعيد على ما حدث في اجتماع نداء تونس الاخير في جزيرة جربة منددا بما حصل رغم الاختلاف مع توجهات هذا الحزب معتبرا ان العنف الذي تشهده الساحة السياسية يخدم الحكومة بدرجة اولى مؤكدا في نفس الوقت ان الجبهة الشعبية قدمت مقترحات كتابية سعيا منها لفتح باب الحوار دون التفكير في الدخول الى تركيبة الحكومة.
استحقاقات الظروف التي تعيشها البلاد تدعو الاحزاب اليسارية على حد قول أمين عام «الوطد» الى التوحد في جبهة قوية ببرامجها وأدواتها داعيا مختلف الاحزاب اليسارية الديمقراطية الى تاسيس حزب يساري كبير موحد.