يعتبر قطاع الزيتون أهم ركائز النشاط الفلاحي بجربة عبر التاريخ حيث تضم الجزيرة اليوم أكثر من 980 ألف شجرة زيتون موزعة على مساحات شاسعة من الأراضي حسب احصائيات 2010. هذه الغابات من الزياتين منها ما يعود تاريخها إلى العهد الروماني منها ما هو حديث العهد نتيجة الصحوة التي شهدها القطاع منذ بداية التسعينات حيث انتشرت الآلاف من الغرسات الجديدة أصبح القطاع مورد رزق لمئات العائلات يوفر سنويا أكثر من 10 ألاف موطن شغل موسمي في جميع مراحله من حراثة وزبيرة وجني وعصر. إلا أن موسم الزيتون الأخير لم يكن كغيره من المواسم حيث تفاجأ الأهالي الفلاحون بظاهرة خطيرة تمثلت في انتشار تيبس لبعض أغصان الزيتون لينتشر في كامل الشجرة حتى يتم القضاء عليها ، وقد ظهر هذا المرض لأول مرة في غابة غرداية فرنان في منطقة سدويكش من معتمدية جربة ميدون منطقة الظهيرة من عمادة بني معقل حيث لوحظ احمرار في الأوراق ثم تيبس للأغصان شقوق في الجذوع بالرغم أن بعض الأشجار لم يتم بعد جنيها ما سبب حالة من الخوف والفزع لدى الأهالي القرى المجاورة لينتشر الداء في غضون أيام قليلة في عدة مناطق بالجزيرة من جنوبها إلى شمالها وسط ذهول الجميع بحجم الكارثة وعجز المصالح الفلاحية إلى حد اليوم على التشخيص العلاج. أمام صمت السلطة المحلية إزاء هذا الموضوع الخطير تفاقم الداء على مساحات شاسعة من الغابات سارعت جمعية شباب إعمار بسدويكش إلى متابعة هذا الموضوع تشكيل خلية أزمة القيام بإحصاء ميداني لتفشي هذه الكارثة وقد تبين في إحصاء أولي أن أكثر من 5 ألاف شجرة زيتون قد استفحل فيها المرض فتيبست بالكامل في انتظار إزالتها وحرقها في المقابل تذبذبت أراء مصالح مندوبية الفلاحة تضاربت فبعد أن أقرت في زيارة أولى أن السبب الرئيسي يعود إلى شح المياه ونقص الري تراحعت فيما بعد لترسل بمحضر معاينة ميدانية من طرف خبراء من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمدنين من معهد الزيتونة بصفاقس تذكر فيه أن أسباب المرض يعود إلى انتشار حشرة النيرون التي أدت إلى تعفن الجذور إلا أن الفلاح الذي لا يزال ينتظر الحلول لم يقنعه ذلك في انتظار تحاليل أخرى قد يطول أمدها. في اجتماع لهم بجمعية شباب اعمار عبر الأهالي الفلاحين عن استيائهم وغضبهم لتجاهل السلط المحلية مندوبية الفلاحة لمدى خطورة هذه الوضعية الأولى من نوعها في تاريخ الجهة تصيب الشجرة المباركة خاصة وأن الأسباب لا تزال مجهولة والعدوى مستمرة في انتظار ما تبقى من أشجار الزيتون داخل الجزيرة وخارجها.