المعروف عن الشجرة المباركة شجرة الزيتون انها رمز للتحدي والصبر والمثابرة وتحمل قساوة الطبيعة وخاصة الجفاف الا ان الانحباس الكبير الذي عاشه الجنوب التونسي في الموسم الفلاحي المتخلي ألحق اضرارا كبيرة بالغابات المنتشرة على نطاق واسع في الجنوب الغربي وفي الجنوب الشرقي على حد سواء وكان من نتيجة الجفاف الحاد ان اعترى الكثير من الاشجار الذبول وحتى اليبس وبات الامر يهدد الغابات بصورة جدية خصوصا وان الجفاف الجاد يقترن بظهور حشرة النيرون وهي حشرة تبحث عن مثل هذه الارضية فتتكاثر بشكل واضح وتتسرب الى جذع الشجرة لالتهام الدقيق المتولد عن حفرها للخشب وبالتالي تتآكل الزيتونة تدريجيا وتزيد الطين بلة اي انها تصبح عرضة لعاهتين كبيرتين الجفاف وتكاثر حشرات النيرون. وامام هذا الوضغ تحركت المصالح الفلاحية المختصة لمعاينة الاماكن المتضررة والقيام بالدراسات اللازمة وتمكين الفلاحين من منحة قدرها دينار واحد عن كل شجرة بدت في حاجة ماسة للري اي شرع صاحبها في سقيها أو يستعد بشكل جدي لذلك وقد تطلبت العملية رصد مائة الف دينار لفلاحي قفصة ومثلها لفلاحي سيدي بوزيد وانطلقت المساعي المماثلة بولاية صفاقس لاتخاذ الاجراءات المناسبة خصوصا وان المعتمديات الداخلية الجنوبية تضررت كثيرا من الجفاف وتهدد صابتها وحتى اشجارها باسوإ العواقب ما لم تنتشر عملية الري في نطاق واسع في اقرب وقت وما لم يمن الله على عباده بالغيث النافع العميم بين يوم وآخر علما وان نزول الامطار في هذه الفترة الحساسة يضرب عصافير كثيرة بحجر واحد اذ يمكن الشجرة من اخذ قسط من الماء (مصدر الحياة لكل الكائنات) ونيلها النصيب الكافي او الادنى من الماء يمكنها من مواجهة المرحلة الدقيقة باقل عناء فينعكس ذلك ايجابا على حبات الزيتون وعلى بروز ونمو الاغصان التي تؤمن صابة العام المقبل هذا فضلا عن القضاء على حشرة النيرون التي لا تتحمل المحيط الرطب كما تجدر الاشارة الى ان الفلاحين والمواطنين عامة تقبلوا طلائع الغيث النافع ببعض المناطق (كأولاد حفوز بولاية سيدي بوزيد (18 ملم) وبئر علي من ولاية صفاقس 5 ملم) بارتياح كبير وهم يأملون ان يمن الله عليهم قريبا بالغيث النافع العميم كي يكون الموسم الفلاحي الجديد في مستوى تطلعات الجميع.