يعود التفكير في بعث إقامة للفنّانين والمبدعين بالمناطق الأثرية والتاريخية من ولاية تطاوين إلى سنة 2006 حين اقترح الفنّان فرنك مرزوق هذا المشروع على بعض الجمعيات الثقافية والمهتمة بالتراث والطبيعةا. لم يكن الموضوع سهلا، في البداية تم التّفكير في اختيار قرية قرماسة الجبلية موقعا مناسبا للمشروع لتوفّر المحيط والمناخ الملائمين ومزايا عديدة أخرى بالاضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تناسب مثل هذه المشاريع. .. إلا أنه في الأخير تم العدول عن ذلك وتم الانتقال بالمشروع إلى منطقة الدّويرات التي لا تقلّ جمالا وملاءمة عن قرماسة التي تحتاج إلى مزيد التهيئة فكرا وتخطيطا وانجازا وبعد أن يتم تشريك جمعيات ثقافية من قرماسة تعمل على بعث إقامة ثانية بهذه القرية الجبلية المتميزة على مستوى التاريخ والجغرافيا.
وفي إطار البحث في منطقة الدّويرات تبيّن للجمعيات المعنية بالمشروع في تطاوين وجود عامل آخر مهمّ جدّا شجع الجميع على المضي قدما في مشروع إقامة الفنانين والمبدعين خاصة بعد العثور على محلّ قديم مهجور على ملك عائلة أحد رسّامي تونس الشهيرين في بداية القرن الماضي هو المرحوم علي جطيطه الذي عرفته السّاحة الفنيّة بتونس باعتباره رسّاما فطريّا وهو أصيل قرية الدّويرات، واتجهت النية في النهاية لتحويل مسكنه العائليّ لاحتضان الإقامة الخاصة بالمبدعين والفنانين.
وقد انتظمت في هذا الاطار زيارة جماعيّة شاركت فيها الجمعيات الثلاث المعنيّة بالمشروع مستقبلا وهي جمعيّة أحباء ذاكرة الأرض بتطاوين وجمعية طويزه بالدّويرات تطاوين وجمعية كارط بلانش الفرنسيّة بمرافقة المندوب الجهوي للثقافة بتطاوين.
هذا وستكون جمعية «طويزه» بالدّويرات طرفا رئيسا في المشروع وهي جمعيّة نشيطة يرأسها السيد العروسي خميره المعروف بنشاطه وبمعرفته بتاريخ وتراث منطقة الدّويرات حتّى أصبح مرجعا مهمّا في كلّ ما يتعلّق بتاريخ هذه القرية الأمازيغيّة الضّاربة في أعماق التّاريخ التونسي.