تسربت مساء يوم أمس السبت كمية من المحروقات بمحطة النقل البحري بقلب مدينة صفاقس، وقد نجح أعوان الحماية بالتنسيق مع العاملين بالشركة الجديدة للنقل بقرقنة من تطويق تبعات هذا التسرب الذي توقفت الأنفاس معه. الحادثة جدت في حدود الساعة والثانية والنصف بعد الزوال، وقد نجمت عن ثقب في حاوية ناقلة نفط كانت عائدة من ميناء سيدي يوسف بقرقنة في اتجاه ميناء صفاقس على متن اللود – البطاح -.
لكن بوصولها إلى المحطة وعندما حاول سائقها النزول بها من ظهر اللود لليابسة، ونظرا لارتفاع مستوى البحر، ارتطمت ناقلة النفط بالأرض ارتطاما قويا كان كافيا ليحدث عطبا تمثل في ثقب جانبي في حاوية النفط لتتسرب منه كميات كبيرة لم تتحدد بعد بصفة دقيقة.
حاوية النفط تقدر طاقتها ب 38 طنا من المحروقات، لكنها مقسمة إلى 3 أجزاء، وقد أصيب جزء واحد منها فقط، مما يعني أن كمية المحروقات المتسربة لم تكن مهولة لكنها كانت كافية لتتوقف أنفاس المسافرين والعاملين بالمحطة والذين نجحوا في تطويق الحادثة بوصول الحماية وأعوان الشرطة على عين المكان.
وقد تم عصر يوم أمس تطويق المحطة المعدة لنقل المسافرين بالكامل ومنع السيارات من الدخول إليها مخافة اشتعال المحروقات وانفجار ناقلة النفط، وقد نجح أعوان الحماية بالتعاون مع عمال الشركة وإطارها الفني وإدارتها في تطويق الحادث وسط ذهول عدد كبير من المواطنين وتخوفات القاطنين والمارين من قرب محطة النقل البحري بصفاقس.
وقد عاينت «الشروق» تدخلات الحماية والشرطة وأعوان الشركة الجديدة للنقل بقرقنة الذين استعملوا كميات كبيرة من الماء، كما استعملت شاحنة النقل بعض المواد التي تمنع الإشتعال حتى لا يحصل أي مكروه.
كما عايننا مغادرة شاحنة نقل البترول محطة النقل البحري بصفاقس سالمة ودون تسجيل أي خسائر بشرية أومادية باستثناء كمية المحروقات التي تسرب أغلبها في مياه البحر وعلى ظهر اللود، ويقدر الخبراء بصفة مبدئية انها لا تتسبب في تلوث البحر.
ومن المعلوم أن الشاحنة تابعة لإحدى شركات الخدمات البترولية وهي متعاقدة مع الشركة الجديدة للنقل بقرقنة لنقل حاويات المحروقات في سفرات خاصة بها لا يمكن للمواطن العادي استعمالها مما يعني أن شركة النقل الجديدةبقرقنة قد اتخذت كل اجراءات السلامة. بقي أن نشير إلى أن المحروقات المتسربة هي من جزيرة قرقنة التي تنشط على يابستها وبحارها مؤسسة بيتروفاك البترولية.