نجحت مصالح الحرس البحري و ديوان البحرية التجارية و المواني و وكالة حماية الشريط الساحلي يوم أمس الجمعة من القضاء على ما يفوق ال95 بالمائة من تسربات بترولية بسواحل صفاقس و تحديدا على مقربة من منطقتي مليتة و المشاني من جزيرة قرقنة . وقد اعتمدت الجهات المتدخلة على غطاسين محترفين و طائرات هيلوكبتر و جرارات ومعدات و تجهيزات متطورة جدا لمحاصرة التسربات البترولية في مرحلة أولى ثم لمعرفة أسباب بقع الزيت التي اتضح انها نتيجة خلل في أنبوب ناقل للمحروقات يحمل اسم WP1 تابع لإحدى شركات الخدمات البترولية بصفاقس . خلية للمتابعة و تشير مصادر «الشروق» إلى أن التسربات اكتشفها أحد بحارة جزيرة قرقنة بمحض الصدفة في الأيام القليلة الفارطة و قد دفعه حسه الوطني لإعلام وكالة حماية الشريط الساحلي التي سارعت برفع الموضوع إلى ولاية صفاقس إيمانا منها بخطورة الحادثة على البيئة. و للغرض عقد والي صفاقس السيد محمد بن سالم العديد من الإجتماعات العاجلة للبحث عن أسباب التسربات و الحد من خطورتها و تطويق تبعاتها، وبصفة عاجلة تم تكوين خلية للمتابعة تضم ممثلين عن ديوان البحرية التجارية و المواني بصفاقس و وكالة حماية الشريط الساحلي و الحرس البحري وعهدت لها مسؤولية تقصي حقيقة التسربات. وقد اعترفت احدى الشركات البترولية بصفاقس بمسؤوليتها عن التسربات مبرزة انها ناجمة عن خلل في أنبوب بترولي يربط بين قرقنة و صفاقس و يمر على مقربة من منطقتي مليتة و المشاني بجزيرة قرقنة. وأوضحت الشركة المسؤولة عن التسربات أن الأنبوب المعطب تمت معاينته في الفترة القليلة الفارطة من طرف شركة تصنيف معترف بها والتي وافقت على استغلال الأنبوب ، إلا انه و لسبب أو لآخر حصل عطب في الانبوب مما تسبب في تسرب كميات من المحروقات . مياه ساخنة وقد اعتمدت الجهات المعنية في مرحلة أولى على المياه الساخنة و الملونة لتحديد المناطق البحرية المتضررة و نجحت في تطويق بقع الزيت التي تكررت في أكثر من مناسبة رغم المجهودات المبذولة لمتابعة كل شبر من البحر وتحركات البواخر الوطنية و الدولية التي تعتمد على مياهنا الإقليمية اعتمادا على طائرة هيلوكبتر و جرارات و غطاسين محترفين معززين بتجهيزات جد متطورة . وبعد تحسيس كل مستعملي مياهنا الإقليمية من شركات وبواخر بخطورة الواقعة ، اعترفت إحدى شركات الخدمات البترولية بصفاقس بمسؤوليتها في الحادثة وهو ما سهل كل المجهودات المبذولة لمعرفة أسباب التسربات، وقد أبرزت الشركة المسؤولة مدى سلامة تجهيزاتها بشهائد مصادق عليها من مؤسسات تصنيف معترف بها وطنيا و دوليا . كميات الزيوت المتسربة تم تطويقها اعتمادا على تقنيات جرار «ابن المهري » التابع لديوان البحرية التجارية و المواني، وتشير مصادر «الشروق» إلى انه بالإضافة إلى مجهودات والي الجهة السيد محمد بن سالم والمعتمد الأول السيد عبد الحميد العلوي ومعتمد قرقنة السيد بوصراية الحراثي، تكاثفت مجهودات الرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية والمواني السيد سمير الحكيمي و كوادر الحرس البحري و إطارات وكالة حماية الشريط الساحلي للقضاء على ما يفوق ال95 بالمائة من المحروقات المتسربة و التي لم يبق منها حد صياغة الخبر – زوال يوم أمس الجمعة – إلا ما يقارب البرميلين من المحروقات. و تؤكد مصادر الشروق المطلعة على ملف التسربات الذي يعتبر الأول من نوعه بسواحل صفاقس أن خلية المتابعة و بعد ان اتضح لها سبب التسربات قد تكون قد نجحت اليوم السبت بالقضاء كليا على بقع المحروقات التي تمت محاصرتها و شفط كمية كبيرة منها ، لكن القضاء عليها قد يفتح ملفا آخر يتعلق بالتعويضات للبحارة بمنطقتي مليتة والمشاني بجزيرة قرقنة و خاصة منهم الذين يعتمدون على وسائل الصيد الثابتة إضافة إلى الدراسات التي انطلقت لتحديد الإنعكاسات البيئية للتسربات.. ملف البقاع البترولية بين صفاقسوقرقنة قد يشهد تطورات متلاحقة بسبب جدية المتابعة للموضوع، لكن قبل ذلك لا بد من التأكيد على نجاعة التدخلات بفضل عناية الجهات المسؤولة بصفاقس و كذلك شجاعة الشركة المتسببة في التسرب واعترافها بمسؤوليتها مما سهل عمليات التطويق والقضاء على بقع الزيت .