عاد ليحتل المشهد السياسي والإعلامي كوجه مناضل ومدافع عن التسامح والتعايش بين كل التونسيين والتونسيات دون نظر الى انتماءاتهم او مرجعياتهم او معتقداتهم. الاستاذ عبد الفتاح مورو ليس فقط بطرافته وقوة خطابه بل أيضاً لجديته في انتقاد مظاهر التطرف والتشدد والغلو الديني والعماء الأيديولوجي يسير نحو رسم ملامح الشخصية التونسية المتصلة بالليونة والسماحة والاعتدال والقبول بالآخر المخالف.
تعرضه للاعتداء البدني واللفظي اكثر من مرة يؤكد انه اصبح دابة سوداء لعدة جهات باتت تخشى خطابه ولهجته الانتقادية الحادة والجريئة والواضحة وتنزعج من صدى ما يقوله خاصة ذلك المنطلق من الفضاء الديني، فالشيخ مورو يرعب التيارات المتشددة لانه يتحدث من داخلهم ويقيم عليهم الحجة انطلاقا من النص الديني نفسه لا من خارجه ، كما انه كان ولا يزال محل تهجم من التيارات اليسارية والعلمانية التي ترى في خطابه تهديدا لها لذلك ما انفك هؤلاء يمينا ويسارا يلحقون به صفات الكفر والزندقة والخروج عن الملة وازدواجية الخطاب ، في حين انه مؤمن ومن الملة التونسية الصميمة وذو خطاب منسجم ومتناسق ومؤثر أيضاً في غالبية التونسيين والتونسيات.