لم يكن يوم أمس الأول كغيره من الأيام داخل حديقة الرياضة «ب» حيث حصلت القطيعة بين المدرب نبيل معلول وهيئة الترجي الرياضي رغم أن معلول كان مع الفريق أثناء المباراة الودية التي أجراها ضدّ «الستيدة». وقد تحركت إدارة الأصفر والأحمر بسرعة مساء أمس الأول لإيجاد مدرب مؤقت للإشراف على الفريق الأول إلى حين التعاقد مع الفني الذي تتوفر فيه جملة من المواصفات تجعله يكون رجل المرحلة الحالية.
القصري يعود من المطار إلى الحديقة «ب»
كان المدير الفني للترجي إسكندر القصري أمس الأول في طريقه إلى المطار لمرافقة وفد فريق أواسط الترجي الذي سافر إلى قطر للمشاركة في دورة ودية دولية لكن القصري لم يتحول إلى الدوحة بعد أن تلقى إتصالا هاتفيا من إدارة الفريق وطلب منه الإشراف بصفة مؤقتة على الفريق الأول بداية من اليوم بضاحية قمرت خاصة وأن القصري يعرف جيدا الفريق بما أنه شغل في السابق خطة مدرب مساعد لنبيل معلول.
خلاف بين معلول والمدب
أكد لنا أحد أبناء الترجي الرياضي المقربين مع رئيس النادي ومدربه حمدي المدب ونبيل معلول أن علاقتهما اتسمت بالفتور على امتداد الأسابيع الماضية حتى أن المدب أصبح يرفض الحديث عن معلول بعد أن كان في السابق قد أشاد بما حققه مع الترجي حتى أنه شبهه بالمدرب التاريخي لأوكسير الفرنسي «غي رو» في إشارة إلى أن معلول يستحق الإشراف على حظوظ فريق «باب سويقة» لعدة عقود.
إتفاق مسبق
وأكد مصدرنا أن هذه القطيعة كانت منتظرة بحكم أن المدب ومعلول اتفقا منذ عدة أسابيع على مغادرة مدرب الترجي للحديقة «ب».
أي ذنب للمدرب الجديد للفريق؟
كنا أشرنا في السابق إلى أنه كان ينبغي على بطل تونس أن يقوم بتغيير إطاره الفني بمجرد أن خسر لقبه الافريقي أمام الأهلي بحكم أن معلول لم يعد لديه أية طموحات قد تحفزه على مواصلة المشوار مع الأصفر والأحمر خاصة وأنه فاز معه بكل الألقاب الممكنة (البطولة المحلية في مناسبتين 2011 و 2012 ورابطة أبطال افريقيا 2011 والكأس في العام نفسه). ولكن يبدو أن معلول كان مصرّا على مغادرة حديقة المرحوم حسان بلخوجة من الباب الكبير مهما كلفه الأمر وقد تزايدت بعد ذلك الانتقادات الموجهة لمعلول من قبل الجماهير وبلغت حدّ شتمه خاصة بعد هزيمة «الدربي» (21) وكذلك بعد التعادل أمام مستقبل المرسى (00) بل أن عدة أطراف عبرت عن غضبها بعد الأداء الباهت الذي ظهر به الفريق في بعض اللقاءات الودية التي خاضها مؤخرا استعدادا لمرحلة إياب البطولة الوطنية خاصة عندما انهزم الترجي أمام اتحاد المنستير وتعادل ضد «الهمهاما» وكلها مؤشرات توحي بأن القطيعة بين معلول وفريقه كانت ستحدث في كل الأحوال ولكن يبدو أن قرار الانفصال بين الطرفين في هذا الوقت بالذات قد لا يخدم كثيرا المدرب المنتظر للفريق بما أن معلول هو من قام بإنتداب اللاعبين الجدد وهو من أشرف على تحضيرات الفريق خلال فترة ركون البطولة إلى الراحة وكان من الأفضل أن ينسحب معلول بمجرد إنتهاء مرحلة الذهاب خدمة لمصلحة الأصفر والأحمر إذ أن المدرب الجديد في حاجة إلى أخذ قسط معين من الوقت للتعرف على الرصيد البشري قبل إعطاء إشارة إنطلاق مرحلة الإياب ويبدو أن غرور معلول كان وراء تأجيل قرار إنسحابه بما أنه كان يرفض أن يقال أن الأهلي المصري أو النادي الافريقي تسببا في مغادرته للحديقة «ب» وهذا الغرور كان أيضا وراء جملة من الأخطاء التي انتبهت إليها ادارة الفريق والرأي العام الرياضي وتعمد معلول تجاهلها.