مثلما ذهبت إليه كل التخمينات قرر مدرب الترجي نبيل معلول رسميا وضع حد لمسيرته مع فريق باب السويقة بعد أخذ ورد ومحاولات لإثنائه على العدول عن قراره...رحيل معلول كان يطبخ على نار هادئة منذ فترة وتحديدا منذ تتويجه برابطة الأبطال الإفريقية وهو ما تجلى من خلال تصريحاته عبر مختلف وسائل الإعلام حيث تحدث معلول عن إمكانية مغادرته الترجي باتجاه تجربة جديدة ليس للتدريب على اعتبار وان موسمه الاستثنائي مع الأحمر والأصفر جمع خلاله العلامة كاملة ولم يعد هناك أي داع للتسمر على البنك من جديد ولكن للعودة نحو "بلاتوهات" التحليل حيث المال الوفير وراحة البال... نبيل معلول أكد سابقا أن صلاة الاستخارة هي التي جاءت به إلى الترجي التونسي وان صلاة الاستخارة نفسها هي التي ستحدد مصيره مع هيئة المدب ويبدو انه خلص أخيرا إلى تغيير الوجهة والعودة مرة أخرى إلى "بلاتوهات" قناة الجزيرة الرياضية بعد عرض مغر قطع لديه كل السبل للبقاء في مركب الحديقة "ب"... لا يختلف عاقلان في أن نبيل معلول نجح باقتدار في قيادة سفينة الترجي التونسي في الموسم الفارط ولا ينكر احدنا أن موسم معلول في أحضان شيخ الأندية التونسية كان استثنائيا على جميع المستويات لكن هذا لا ينفي أن "الكوتش" كان يجهّز وهو في طريقه نحو اللقب القاري لصفقة ما تكتم عن ملامحها خشية التشويش عليها...المقربون من نبيل معلول يدركون جيدا أن الرجل كان يحلم دوما ولازال بقيادة سرب النسور وتدريب المنتخب الأول لكرة القدم لأنه سئم أن يكون الرجل الثاني كما كان عليه الحال مع الفرنسي روجي لومار...المرور من بوابة الترجي نحو بنك المنتخب لم يكن ليتحقق بما ان عناوين الخيانة والتنصل من المسؤولية كانت ستلاحق معلول لأنه سيكون حينها قد ضحى بالترجي لأجل عيون المنتخب وهذا ما لا يقبله جمهور "المكشخة" لذلك كان لزاما على معلول إعادة توزيع الأوراق و إعلان تقاعده من عالم التدريب بداعي التفرغ لمشاغل جديدة... نبيل معلول عاد إلى أحضان الجزيرة الرياضية لكن إقامته قد لا تطول بما انه اشترط على ما يبدو ان تقتصر المصافحة على امتداد النهائيات الإفريقية المرتقبة فقط ومن ثم لكل حادث حديث...معلول اشترط ذلك لأنه تراءى له في منامه أو ربما في صلاته انه سيدرب المنتخب والأمر ليس مجرد أمنيات أو أحلام يقظة فالرجل تلقى فعلا تطمينات من أطراف فاعلة في عائلة الكرة بان يكون هو خليفة سامي الطرابلسي عقب انتهاء فعاليات "الكان"...معلول تحدث فعلا مع بعض المحيطين به في الدوحة وأسر لهم بان عودته إلى تونس كمدرب للمنتخب التونسي لكرة القدم هي من تحصيل الحاصل وما تواجده هناك إلا استراحة محارب... قد تسير الأمور وفق ما يشتهيه نبيل معلول بما أننا تعودنا تمرير قرارات العزل والتنصيب من داخل الغرف المغلقة فالأمر لا علاقة له ببرامج العمل ولا باستراتيجيات التسيير الرياضي والكلام نفسه ينطبق على جامعة الكرة التي بدت وكأنها تحتضر منذ تنصيب الوزير الإمبراطور لكن ماذا لو واصل معلول ممارسة مناسكه المفضلة وسننه الحميدة و "صلّى" استخارته وهو على رأس المنتخب فكيف سيكون المآل حينها خاصة إذا ثبت في ما بعد ان ما يأتيه معلول هو نتاج إشارات ربانية...؟؟؟