داخل ورشة للحدادة بالقيروان، نفذ عمر الهواني، المخترع التونسي آخر مخترعاته. وهي آلة لصنع الحلويّات غير متوفرة في السوق التونسيّة ولا السوق العالمية. وهو يأمل من خلال هذا الإختراع أن تفتح أمامه الأبواب المغلقة. عمر الهواني، هو أستاذ تقنية اظهر موهبة في الابتكار واختراع أجهزة وآلات غير متوفرة في الأسواق العالمية. ويعتمد في بحوثه ومخترعاته على الاقتصاد في الطاقة وعلى الجوانب التشغيلية. وبعد جهاز الشاحن الكهربائي الذي ينتج الكهرباء بشكل ذاتي، وبعد اختراعه وصناعته لآلة تقشير وتقطيع البطاطا التي استفاد منها أصحاب المطاعم، بادر عمر الهواني الى صناعة آلة لصنع حلويات «صابلي» بشكل سريع وبجودة عالية.
ويقول عمر الهواني، ان لعجينة هذا النوع من الحلويات خاصية مميزة عن بقية الأصناف. ويحتاج الحرفيون إلى آلة لصنع قوالب «الصابلي» تجمع بين الجزء العلوي والجزء السفلي. وهي قادر على أعداد طبق في كل 30 ثانية وبالتالي توفر سرعة في الإنجاز للحرفيين مع محافظتها على اليد العاملة وإمكانية رفع عددها. وقال الهواني ان هذه الآلة هي الوحيدة والأولى في السوق العالميّة. وهي لم تصنع في أي دولة. وقد انطلقت الفكرة من مقترح حرفيي المرطبات فأجرى دراسته التقنية إلى أن توصل الى صناعة هذا الجهاز. وشرع في الصناعة من خلال الحرص على توفير العناصر العلمية والطاقيّة والإنتاجية في هذه الآلة. وهي موجهة إلى حرفيين في المجال.
نفقات صناعة هذه الآلة، كانت من نفقات عمر الخاصة وبمساعدة شقيقه زهير الهواني وهو حرفي في صناعة المرطبات، والذي تحدث عن نجاعة الآلة. ودعم من صاحب ورشة الحدادة (علي) الّذي أتاحت ورشته وخبرته في اللّحام وهو صاحب تنفيذ الفكرة.
بلغت تكلفة الآلة نحو 12 ألف دينار. تطلبت مواد أوليّة وقتا. وقال ان ثمنها الحقيقي يصل الى 50 ألف دينار.
ويأمل الهواني، أن لا يجد العقبات التي اعترضته سابقا وأبدى حالة من اليأس تجاه المسؤولين وقال انه قرر التعويل على نفسه بعد ما وجده من إهمال وتحدث عن لا مبالاة من قبل الجهات المعنية. متحدثا عن تسبب ذلك في مضاعفات صحية له وإحباط لعزمه، في الوقت الذي يسعى فيه الى توفير مخترعات للصناعات الذكية ومواطن شغل من خلال تصنيع الآلة. وقال انه يسعى الى إيجاد شراكة مع مؤسّسة صناعية، وفي صورة عدم توفر الفرص الملائمة، فانه يفكر في العمل على تصنيع الآلة بشكل ذاتي داخل الورشة.
وقال انا في بلد يبحث عن نمو اقتصادي، دون صناعة الذكاء. وقال انه اختار الطريق السليم هذه المرة بعدم انتظار تدخل المسؤولين.
أحد الحرفيين في صناعة المرطبات حضر لمعاينة الآلة، وقال إنها فريدة من نوعها وتستجيب لمتطلبات الجودة والسرعة. حيث تمت تجربتها أمام الحرفي الّذي أكّد حاجته إلى مثل هذا الجهاز وقال انه بصدد التفاوض مع صاحب الآلة من أجل شرائها. ويرى الهواني أنه من الضروري أن تساهم الدولة في دعم المبادرات والاختراعات من اجل توظيفها في التنمية والتشغيل والتصنيع ومنافسة السوق الخارجية.