غادر معلول بيته وفريقه الاول الترجي وتسربت أخبار متضاربة هنا وهناك لكن التخلي عن معلول لم يكن وليد اللحظة. نحن عدنا في هذا التقرير المفصل الى كل كبيرة وصغيرة في علاقة معلول بالترجي وبحمدي المدب تحديدا. العلاقة ما بين نبيل معلول وحمدي المدب تغطيها طبقة من الجليد منذ مدة طويلة والأسباب عديدة ومتعددة فما بين رجل أعمال ورئيس ناد يضخ الأموال ويؤمن بأنه هو الذي ينفق من ماله ووقته على الترجي وما بين مدرب يؤمن ايمان العجائز انه هو الذي يقف وحده وراء سيطرة الترجي ونجاحه كان من الطبيعي ان يصطدم هذا بذاك حتى عن بعد لأن المدرب رجل لا يتكلم الا نادرا وعندما يغضب يختفي ويتابع الترجي عن بعد وعموما العلاقة منذ مدة كانت على هذا المنوال.
درامان بداية الازمة
طالب نبيل معلول بانتداب عدة لاعبين وكان له ما أراد فمعلول يقرر والمدب يدفع ومن بين اللاعبين الذين كان حولهم خلاف كبير، درامان تراوري. فهذا اللاعب أصر على قدوم معلول والترجي دفع فيه الكثير وتم التخلي عنه والترجي في طريقه الى المطار ليلعب مباراة خارج تونس. معلول غضب وهاج لكنه لم يستطع فعل اي شيء وقبل بالامر الواقع.
وعد تأخر
عندما جاء معلول الى الترجي وبعد هزيمة ثقيلة وتاريخية ضد النجم تحسنت النتائج وتحصل معلول على وعد بالحصول على منحة كبيرة في دوري الأبطال لكن عند الفوز بهذا اللقب لم يدفع المدب لمعلول كما تم الاتفاق عليه وبما يتلاءم مع ما يناله المدربون الكبار واشتد الغضب بمعلول ولكنه حصل على ما تخلد بالذمة عندما عاد في المرة الثانية الى الترجي.
السياسة والرياضة
ترددت أخبار مفادها ان حمدي المدب غضب من ظهور نبيل معلول خلال الايام الماضية كمناصر لنداء تونس هذه الاخبار التي تحدث عنها البعض لم تقنع العارفين بالأمور داخل حديقة الترجي والمدركين لصراع الرجلين غير المعلن والصامتين إن صحّت العبارة. فخروج معلول كان منتظرا بعد ان أصبح الرئيس في واد والمدرب في واد آخر...
الهزيمة أمام الأهلي
هزيمة الترجي ضد الاهلي في نهائي أمجد الكؤوس الافريقية جعلت حمدي المدب وكل المحيطين به يحمّلون كل المسؤولية لنبيل معلول على أساس انه لم يختر اللاعبين الافضل للمباراة واعتمد على يوسف المساكني غير الجاهز صحيا وذهنيا بالاضافة الى اختبارات أخرى جعلت الترجي يخسر اللقب ويكون شبه مستسلم.
ملف المساكني
يوسف المساكني الذي لعب ضد الاهلي في وقت كان فيه بكل تأكيد غير حاضر وجاهز للأسباب التي ذكرناها، هذا اللاعب جلس على البنك بعد شهر من لقاء الأهلي وكان ذلك ضد الافريقي وانهزم الترجي رغم انه كان مرشحا للفوز. الطريف ان المساكني عندما لعب جعل السيطرة تميل الى الترجي الذي كاد يتعادل بفضل المساكني وحده. هزيمة الافريقي زادت في جرعة الغليان ضد معلول.
انتدابات مرفوضة
عديدة هي الانتدابات التي أصرّ معلول عليها وكان له ما أراد ومن هذه الأسماء التي استقدمها الراقد والزواغي ورغم بطالة هذا وذاك أوروبيا. حسين الراقد كان مردوده عاديا للغاية فيما ساعد الزواغي المنافسين ولم يقدم الاضافة للترجي وهذه النقاط السلبية تحملها نبيل معلول وحده خصوصا أن هناك من رفضوا هذه الانتدابات منذ البداية.
التصريحات وسوء النتائج
تصريحات نبيل معلول منذ أشهر التي ردّ فيها على عثمان جنيح اعفيت حمدي المدب الرجل الهادئ جدا والذي لا يتكلّم الا نادرا. رئيس الترجي لم يكن موافقا أو راضيا عمّا قاله نبيل معلول في حق عثمان جنيح رئيس النجم الساحلي خصوصا أن ما سبق ولحق تصريح معلول من مباريات لم يحقق فيه الترجي انتصارات العادة افريقيا ومحليا ضد الافريقي والمرسى.
حركة في البال
حركة بنزرت التي أتاها معلول وقال إنها عقوبة وشبّهها بما قام به مدرب الريال مورينهو واعتبرها الجميع غير لائقة أجبر بسببها معلول على عدم الجلوس على البنك واتهم معلول الرابطة وقال إنها ساعدت الافريقي على الانتصار على الترجي بحرمانه من الجلوس على البنك. معلول لم يتذكّر انه جلس على البنك ضد الأهلي وخسر الترجي ولم يجلس على البنك ضد الافريقي الموسم الماضي وفاز الترجي.
ماهر الكنزاري الذي يعرف الترجي جيدا من خلال مساعدته لأكثر من مدرب داخل الحديقة وقيادته الفريق في حالات الطوارئ حتى وإن انهزم، هذا المدرب الشاب حقق نتائج ممتازة في بنزرت الموسم المنصرم وخاصة الفوز ضد الترجي ذهابا وعودة وكل هذا جعل إدارة الترجي تفضله على بقية الأسماء الأخرى مثل خالد بن يحيى وفوزي البنزرتي وسامي الطرابلسي.
الاختيار الأفضل
الترجي ظل يبحث منذ مدة عن مدرب وتم جس نبض أكثر من اسم بطريقة او بأخرى ودرس الترجي ملفات أكثر من مدرب حتى جاءت الموافقة من ماهر الكنزاري الذي لا يحقق النتائج المطلوبة ولا يعيش في قطر أوقاتا سعيدة هناك... ولو فشلت الاتصالات مع الكنزاري لعاد خالد بن يحيى الى الترجي خصوصا أنه يعرف الفريق جيّدا وحصد الألقاب.