ما أكثر السنوات التي قضاها الأحمر والأصفر عاكفا في محراب الصبر منذ عام 1994 ينتظر لحظة معانقة أمجد الكؤوس الافريقية في نسختها الجديدة فهذا التاج القاري الذي بقي عصيّا على الترجيين بالرغم مما أنفقوه من جهد وصبر جيلا بعد جيل وهم ينتظرون استعادة الزعامة الافريقية من جديد.. بعيدا عن كل أشكال المبالغة وتشبثا بالواقعية، ارتأت «الشروق» قراءة حظوظ الترجي في المسابقة الافريقية ومتطلباتها من ناحية الزاد البشري للفريق، فتحدثت الى اللاعب الدولي السابق نبيل معلول الذي شكل لوحده نقطة مضيئة في تاريخ الفريق وهو ما يجعله الأنسب لتقديم إجابة وافية وشافية... حذار من أندية افريقيا السوداء لئن اعتبر الثنائي زياد التلمساني وماهر الكنزاري مجموعة الترجين متوازنة، فإن نبيل معلول كان له رأي آخر حيث قال: «أعتقد شخصيا ان الفرق الثمانية المتأهلة هي الأفضل في القارة الافريقية ولا أوافق على الرأي القائل بأن المجموعة التي ينتمي إليها الترجي والتي تضم الثلاثي المتكون من سطيف ومازمبي وديناموس أسهل من المجموعة الأخرى التي تضم الأهلي والاسماعيلي وشبيبة القبائل وهرتلاند... كنت أودّ شخصيا مواجهة الفرق العربية بدل مواجهة أندية افريقيا السوداء وذلك بحكم الأسبقية البسيكولوجية التي عادة ما ترجح كفّة الفرق التونسية وأندية شمال افريقيا على حساب الفرق العربية الأخرى ومنها الفرق المصرية... لذلك حذار من أندية افريقيا السوداء فهي قادرة على مغالطة اي فريق عندما يكون في أوج جاهزيته فمن السهل جدا الانهزام أمامه. لابدّ من الأخذ بكل هذه المعطيات لأنها ستكون حاسمة في رحلة البحث عن اللقب». معضلة الدفاع.. «إنني لم أعكر صفو حياتهم أبدا... إنني فقط اخبرهم الحقيقة...» ذلك ما قاله «هاري ترومان» وما جسّده المدرب نبيل معلول في سياق حديثه عن العيوب الدفاعية لفريق الترجي التي كلفت الفريق قبول 22 هدفا في البطولة الوطنية فحسب (قبل مقابلة الأمس)، تحدث معلول عن ذلك قائلا: «لا أوافق الرأي الذي ذهب إليه المدرب المساعد للفريق ماهر الكنزاري عندما نوّه بالمنظومة الدفاعية للأحمر والأصفر اذ لابدّ من الاعتراف وبكل صراحة ان الترجي أصبح في حاجة ملحة ليس الى مدافع فحسب بل إلى مدافعين محوريين إضافيين، بالإضافة الى ضرورة التفكير في مسألة الظهيرين الأيمن والأيسر فلا أحد ينكر الدور المميّز الذي يقدّمه اللاعب خليل شمام في الخانة اليسرى لدفاع الترجي والأمر نفسه بالنسبة للجهة اليمنى منذ قدوم اللاعب أيمن بن عمر لذلك لابدّ من انتداب ظهيرين إضافيين تحسبا لكل الطوارئ في مثل هذه المسابقات القارية كالعقوبات والإصابات والإرهاق.. وغيرها خاصة وأن الفريق سيجد نفسه يلعب على أكثر من واجهة.. فالترجي يعتبر الفريق الأقوى محليا ولكن لابدّ مما لابدّ منه في مثل هذه المسابقات لأن كل مرحلة ومتطلباتها حتى وإن كان الفريق في ثوب البطل على الصعيد المحلي وإن أبرز مثال على ذلك ما أقدم عليه فريق الإنتر خلال الموسم الماضي من انتدابات بالرغم من تتويجه بلقب البطولة للمرة الرابعة على التوالي عندما تعاقد مع العديد من الأسماء مثل إيتو وميليتو...». من يعوّض نوّارة؟! قد لا يختلف اثنان في المردود الغزير الذي قدّمه الحارس وسيم نوّارة (من مواليد 26 جانفي 1986) في صفوف الترجي خلال هذا الموسم لكن لا أحد ينكر ايضا الصعوبات التي واجهها الإطار الفني عند تعويضه وعن ذلك تحدث نبيل معلول قائلا: «بالإضافة الى المراكز التي أشرنا إليها على مستوى خط الدفاع وعددها أربعة أعتقد ان الترجي سيكون في حاجة ايضا الى حارس مرمى إضافي لتعويض الحارس وسيم نوّارة عند الضرورة وأعتقد شخصيا ان المدرب فوزي البنزرتي فكّر خلال الفترة الأخيرة وهو يعرف اسم الحارس الذي سيفيد الفريق خلال المرحلة القادمة». عال العال في الهجوم والوسط.. قد يعتبر رأي نبيل معلول عن خطي الهجوم والوسط من قبيل المسلمات بحكم ان الرجل سبق له ان شكل أحد أفضل متوسطي الميدان في الكرة التونسية بالاضافة الى مساهمة ذات بال في الهجوم وهو ما جعله يفوز بلقب هدّاف البطولة بقميص الأحمر والأصفر خلال موسم 19871988، تحدث معلول عن خطي الهجوم والوسط قائلا: «شخصيا أعتقد ان خطي الهجوم والوسط شكلا نقطة قوّة الترجي وأظن انهما عال العال خاصة في ظل تواجد عدّة عناصر مميّزة مثل خالد العياري ومايكل انرامو ووجدي بوعزي ويوسف المساكني وأسامة الدراجي ولابدّ من الإشادة بهذا الثنائي الأخير في صلب الترجي خاصة عندما يكون هذا الثنائي (الدراجي والمساكني) في أفضل جاهزيتهما». أسماء واعدة... نبيل معلول خبر جيدا ميادين كرة القدم وعالم التدريب عموما لذلك يؤمن بضرورة وجود لغة واحدة في صلب الترجي يتكلمها الفريق من صنف الشبان وصولا الى الفريق الأول وهو ما جعله يشير الى عدة أسماء نالت اعجابه وبإمكانها المساهمة في انجاح مسيرة الترجي خلال المرحلة القادمة. معلول أوضح في هذا السياق: «أتابع عن كثب شبان الأحمر والأصفر وأدرك جيدا المكانة التي تحظى بها أصناف الشبان في صلب حديقة حسّان بلخوجة من قبل رئيس الفريق السيد حمدي المدب ومؤكد ان المدرب فوزي البنزرتي يتابع باستمرار هذه الأصناف لذلك لابدّ من الإشارة الى أن حديقة الترجي تزخر بعديد المواهب الكروية الشابة التي بإمكانها الإنضمام الى الفريق الأول والمساهمة بقدر عال في نجاحه على غرار ياسين الخنيسي ووسام الجلاصي والظهير الأيمن بلال بن ابراهيم ولاعب الوسط حمزة حدّة وصفوان بن سالم... وخاصة المهاجم الإيفواري «لاسينا» الذي نال اعجابي». فرصة تاريخية... لم يتردد نبيل معلول لحظة واحدة في القول بأن «الترجي إزاء فرصة تاريخية للظفر بلقب رابطة الأبطال الافريقية في نسختها الجديدة خاصة في ظل تواجد مدرب في قيمة السيد فوزي البنزرتي وكذلك في ظل تواجد رجل مثل السيد حمدي المدب سخّر كل الامكانيات المادية والمعنوية لتحقيق الهدف المنشود. جندي الخفاء... اختتم نبيل معلول حديثه من خلال الإشادة بالمجهودات التي يبذلها السيد بادين التلمساني نائب رئيس الفريق في صلب الترجي وقال معلول عن ذلك «لابدّ من الإعتراف بأن السيد بادين التلمساني يعتبر جندي الخفاء في فريق الترجي خاصة في ظل الانسجام الواضح بينه وبين رئيس الفريق».