غادر منتخبنا جنوب افريقيا دون أن يخط في سجل «الكان» الأخير أي رقم يمكن أن يعيد لكرتنا هيبتها بعد أن فشل فشلا ذريعا في تخطي الدور الأول رغم أنه لم يكن هدفا مميزا لأكثر المنتخبات حتى المغمورة منها. الفشل الذريع اقترن بأداء باهت ومردود محيّر للاعبينا الذين سنحاول من خلال آراء وانطباعات الفني محمود الورتاني تقييم درجة عطائهم فوق الميدان خلال اللقاءات الثلاث التي خضناها.
بالحدّ الأدنى المطلوب معز بن شريفية :
مردود متوسط لهذا الحارس رغم أنه لا يتحمل مسؤولية الأهداف المقبولة وارتبط أداؤه في كل اللقاءات بالمنظومة الدفاعية الفاشلة للمنتخب الأكيد أن بن شريفية قد استفاد من هذه الدورة واكتسب المزيد من الخبرة وسنحتاجه حتما في قادم المواعيد.
لياقة بدنية ضعيفة خليل شمام
قائد المنتخب الذي كان من المفروض أن يكون المثال في الاندفاع والرغبة في الفوز كان تائها فوق الميدان ولو اقتصرت مهمته على الجانب الدفاعي التي أظن أنه لم يكن موفقا فيها بالمرة حيث تعددت اخطاؤه دون الحديث طبعا عن انعدام المعاضدة الهجومية شمام كان بعيدا عن مستواه المعهود بسبب اللياقة البدنية الضعيفة والزيادة في الوزن.
دون المأمول أيمن عبد النور
بحكم الوجه الممتاز الذي ظهر به في البطولة الفرنسية كنا نعتقد أن اضافة عبد النور ستكون مضمونة للخط الخلفي وسنستفيد من إمكاناته بالشكل الذي سعيطينا الأمان في المناطق الخلفية لكن العكس هو الذي حصل ولم يقدم هذا المدافع القليل القليل مما أعطاه لفريقه الفرنسي، حيث لاح مرتكبا وقام بعديد الهفوات في التمركز وخسر عديد الثنائيات.
لم يفلح في مهامه بلال العيفة
لعب بلال العيفة في خطتين مختلفين حين أشركه المدرب الطرابلسي في الجهة اليمنى ثم في اللقاء الموالي في محور الدفاع وفي كليهما لم يقدم هذا اللاعب ما كان مطلوبا منه وكان بعيدا عن مستواه المعهود خاصة أمام منتخب «الكوت ديفوار» ولاح مترددا في تدخلاته وغير منسجم مع بقية زملائه في الخط الخلفي.
نقطة الضعف في دفاعنا وليد الهيشري
على غير عادته ظهر هذا اللاعب مرتبكا وبدا واضحا أن التأثيرات النفسية قد لعبت دورها في الحد من نجاعته ارتكب العديد من الهفوات وكان نقطة الضعف في دفاعنا خاصة في اللقاء الأول أمام منتخب الجزائر رغم تحسن ادائه في اللقاء الأخير لياقته البدنية كانت ضعيفة وكاد يتسبب لنا في الهزيمة أمام الطوغو بارتكابه لهفوات على مهاجمي المنافس في منطقة العمليات.
لغز كبير لا يعلمه غير المدرب مجدي تراوي
صراحة يمكن اعتبار مجدي التراوي اللغز المحيّر في تشكيلة المنتخب فهذا اللاعب كان حاضرا بالغياب ولم نحس أبدا بوجوده وليست أدري ما سرّ اصرار المدرب الطرابلسي على اشراكه كأساسي في كل اللقاءات التي خضناها رغم أن هناك على البنك من هو أجدر منه باللعب مردوده متواضع للغاية وأتمنى أن أفهم أصل الحكاية.
لم نحسّ بوجوده شادي الهمامي
هذا اللاعب ينطبق عليه المثل القائل «جاد الفقير بما لديه» فقد ظهر في شكل لاعب عادي جدا ولم يقدم الحدّ الأدنى من الاضافة لا على المستوى الدفاعي أو الهجومي وأعتقد أنه استفاد من مشاركته في «الكان» ولم يفدنا في شيء.
استقرار على مستوى الأداء خالد المولهي
رغم بعض الأخطاء المرتكبة وفشل نسبي في تأمين حلقة الربط بين الخطوط الثلاثة يبقى خالد المولهي من اللاعبين الأكثر استقرارا على مستوى الأداء ولا يمكن أن نطلب منه أكثر من ذلك في ظل منظومة لعب فاشلة وقراءة مبتورة لكل المنافسين.
علقنا عليه الآمال ، لكن... يوسف المساكني :
الوحيد الذي رشحناه أن يكون أفضل اللاعبين وأعتقدنا أن وجوده في التشكيلة سيمنحنا المزيد من الحلول الهجومية لكن أعتقد أن المساكني قد خذلنا وكان بعيدا عن المستوى الذي انتظرناه منه وحتى الهدف الذي سجله ضد الجزائر لم يشفع له هذا المردود المهزوز وهذا ناجم في اعتقادي عن غياب المنافسة في المركز الذي يشغله الشيء الذي جعله يطمئن على مكانه في التشكيلة ويعلب بلا روح.
الأكثر اندفاعا ورغبة في الفوز صابر خليفة
يستحق هذا اللاعب علامة الاستحسان من خلال المردود الكبير الذي قدمه والاندفاع الكبير الذي لعب به، فعل كل ما في وسعه لتقديم الاضافة وكان بمقدوره ذلك لو وجد المساندة من بقية زملائه لكنه استنفد كل قواه في العودة الى المناطق الخلفية لاسترجاع الكرة وهو ما أثر على فاعليته الهجومية في مناطق المنافس.
نقطة الضوء في المنتخب أسامة الدراجي
أعتقد ان الدراجي كان نقطة الضوء الوحيدة في تشكيلة المنتخب وكان مصدر الخطر في كل المحاولات الهجومية وقدم العديد من الحلول على مستوى تنويع اللعب وتزويد المهاجمين ببعض الامدادات الذكية كان بالامكان الاستفادة أكثر من وجود هذا اللاعب في التشكيلة خاصة في المباراتين الأولى والثانية.
فخر الدين بن يوسف وحمدي الحرباوي حاضران بالغياب
بن يوسف استفاد من الظهور في هذا «الكان» ولم يقدم من خلال مردوده ما يوحي بأنه الورقة الهجومية المطلوبة أما الحرباوي فقد فشل فشلا ذريعا وفشلت معه اختيارات المدرب الذي استدعى هذه اللاعب وتغافل عما هو أفضل منه. عبد الوهاب بلحاج