حب العبد لربه هو السعي لنيل رضاه، وطلب الزلفى لديه، بأداء الطاعات وتحمّل تكاليفها وأعبائها. وحب المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم هو إيمانه برسالته، والتزامه بمنهجه، وولاؤه لأهل بيته الطاهرين، واقتداؤه بأصحابه المتقين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا الصالحين فإن المرء مع من أحب».
وإن من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أحب الله تعالى، وأحبه الله تعالى، ومن خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عادى الله تعالى، وعاداه الله تعالى: {قُل إن كنتُم تحبُّونَ اللهَ فاتّبعوني يُحبِبكُمُ اللهُ، ويغفر لكم ذنوبَكُم، واللهُ غفورٌ رحيمٌ}. (آل عمران/31)
وحين يصدق المسلم في حبه لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يتحرر به من ضغوط المادة، ودوافع الغريزة، ونزوات الذات، وألوان الوهن والضعف البشري، وتنتظم به حياته وفق قيم سماوية وموازين علوية.. فيتجاوز شوطه سنين هذه الحياة الدنيا إلى الرغبة في العيش الأبدي، وتسمو أهدافه على حرث الدنيا ومتاعها إلى نعيم لا يحول ولا يدول.
فحب المسلم لله ولرسوله حب مقدس يجعل الشقاء سعادة في طاعتهما.. والسعادة شقاءً في عصيانهما.. والتعذيب راحة في سبيلهما.. والراحة عذاباً في مخالفتهما.. والموت حياة من أجلهما.. والحياة موتاً بدونهما: {قالَ ربِّ السجنُ أحَبُّ إليّ ممّا يدعونني إليهِ...} (يوسف/33)