يعيش سكان منطقة رحّال من ولاية سيدي بوزيد أوضاعا مزرية ويعتبرون أنفسهم «معدمون» فلا تنمية ولا تشغيل مقابل غياب لأبسط مقومات العيش، «الشروق» زارت المنطقة والتقت الأهالي فكان النقل التالي: عيسى جابلي (أستاذ) طالبنا بتغيير صفة مستوصف المكان إلى صنف 4 ووجدنا تفهما من السلط المعنية وتم ابرام محضر جلسة في الغرض منذ ما يزيد عن 6 أشهر ولكن للأسف لم يتغير شيء وبقي المستوصف يقدم خدماته المحتشمة بحضور الطبيب مرة كل اسبوع. هذا النقص الفادح في الخدمات الصحية تسبب في هلاك عديد المرضى وهم في طريقهم إلى بئر الحفي لتلقي العلاج خاصة من النساء الحوامل. أما فصل الصيف فيمثل كابوسا مرعبا لأبناء الجهة حيث تكثر السوام ومن يلدغ بعقرب أو بغيرها نجد صعوبة كبيرة لمداواته وأحيانا يموت قبل وصوله إلى المستشفى. ويضيف بان التهميش الذي تعاني منه منطقة رحال هو قديم ولكن بعد الثورة اعتقدنا بأننا عوقبنا لعدم انتخابنا حزب حركة النهضة، وإلا بماذا يفسر كل هذا التجاهل لمطالب المواطنين في رحال.
أهداف الثورة تم تحويل وجهتها
شباب الجهة، الذي ثار على الظلم والقهر والحرمان لم يغنم شيئا بل زادت حالته سوءا لا فضاءات ترفيهية تأويه ولا مؤسسات تعنى بشواغله وتسعى إلى تأطيره كثير منهم نزح وآخرون تشردوا، فحتى من يطالب بحقوقه المشروعة ويحتج تلصق به تهمة التحريض على الفوضى وشعورا من كبار الجهة وأعيانها بحالة شبابهم التعيسة فأنهم فكروا في تحويل مقر للشعبة وترميمه وتوسعته ليصبح ناد للشباب الريفي بالمنطقة. اما الحديث عن تلاميذ المنطقة فتلك مأساة اخرى فالمدارس الاربعة وإعدادية رحال كلها يعاني روادها مشاق الطريق التي يقطعونها، فمنهم من يسير اكثر من 10 كلم يوميا متنقلا بين الجبال والهضاب والوديان نظرا لوعرة تضاريس المنطقة فالتلاميذ يعانون الويلات للوصول إلى مقاعد الدراسة. اما زملاؤهم من الذين يدرسون في المرحلة الثانوية في بلدة بئر الحفي فان معاناتهم اخرى حيث يصلون اما في الحافلات أو في النقل الريفي وترمي بهم وسائل النقل في قرية رحال وتتواصل رحلة التعب والمشقة للوصول إلى منازلهم فمنهم من يصل إلى بيته في حدود العاشرة ليلا سواء اكانوا اناثا ام ذكورا. وان هؤلاء التلاميذ الذين يتنقلون إلى بئر الحفي كان على الحكومة ان تخفف من آلامهم حتي يختصر اهتمامهم على طلب العلم وذلك بإحداث نواة للمرحلة الثانوية كاملة بإعدادية رحال. تلاميذ يعانون وأساتذة يتذمرون من الوضعية التي يعيشونها حيث هناك برحال اساتذة قدموا من أماكن عديدة من البلاد يدرسون ابناءنا واستأجروا بعضا من المنازل ومشكلتهم الرئيسية في حصولهم على الماء فهم يستعملون الماء المعدني في كل شيء تقريبا لعدم توفر الماء بالمنطقة رغم علم السلط المعنية بذلك.
الشباب يعانون من اليأس والبطالة
المعطّلون عن العمل كثر في هذه المنطقة ويزيد عددهم عن 300 فرد من اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل ومحدثنا السيد الناجم جبلّي واحد من عائلة بها 5 من اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل (3 فرنسية، 1 فلسفة، 1 إدارة اعمال) ابوهم عامل بالحضائر وغيرهم كثر من ابناء الجهة. يقول كلنا ننحدر من عائلات فقيرة لا دخل لها وليس بالجهة مشاريع يمكن ان تستقطب شبابنا العاطل فوضعيتنا صعبة ولم نجد لا خيرا في النظام البائد ولا في الحكومات المتتالية بعد الثورة إلا الشعور بالمساندة وتفهم الوضع ونحن في عهد الشفافية وغيرها من الشعارات التي الفناها ولا تجدي نفعا ولا تقدم لنا شغلا بل هي مجرد تطمينات أو بالأحرى تسويفات. أوضاعنا صعبة للغاية ونصيبنا من التشغيل كما يقولون صفر اهالينا يعانون وتعبوا وهم يمنون النفس بتحسن احوالهم ولو بجزء طفيف عندما يحصل أحد أبنائهم على شغل ظل بعيد المنال في الوضع الحالي الذي اقصيت فيه الجهة كليا ولم نجد الالتفاتة من احد فظلت احتياجاتنا عديدة ومطالبنا اكثر فساءت احوال الجهة على جميع المستويات فالمسالك الفلاحية التي هي شريان الحياة في هذه الربوع وعرة ولم تكلف السلط المعنية عناء التنقل ومسحها باستمرار فتعزل عديد المناطق عند نزول الامطار فحتى المسلك الفلاحي الذي كان قد برمج تعبيده قبل الثورة والرابط بين ورغة ورحال والحفاصة عبر الخروبة ( 9 كلم ) وقع تغيير مساره انذاك لغايات مصلحية وإرضاء لأشخاص محسوبين على النظام البائد. الاهالي يطالبون اليوم بتعبيد المسار المذكور لأنه يجعل رحال التي تتوسط كل من ورغة، أولاد سليمان، الحفاصة وأولاد زيدان نقطة تلاقي ويسهل وصول وسائل النقل إلى الاماكن التي لا تصلها في الوقت الراهن. ولتقريب الخدمات من المواطنين كنا طالبنا سابقا باحداث مكتب للبريد بقرية رحال وتم الاستجابة إلى طلبنا فتم بالفعل كراء مقر له منذ ما يزيد عن خمسة اشهر ونحن ننتظر فتح المكتب ولا نعرف اسباب التأخير. المشروع الوحيد من جملة المشاريع التي برمجت لفائدة رحال الذي بدأ انجازه ويسير بخطى بطيئة جدا هو ايصال الماء الصالح للشرب للمواطنين ورغم ذلك فكثير منهم ِ سوف لن يتمكنوا من ربط منازلهم بهذه القنوات لوجودهم بعيدين عنها. ويضيف بان بمنطقة رحال مقاطع من حجر الرخام الوردي وهو من أجود أنواع الرخام فلماذا لا تستغل هذه المقاطع بإقامة معمل رخام مثلا بالمنطقة؟ مللنا الوعود ومقابلة المسؤولين فلا احوالنا تحسنت وأصبحنا اكثر تهميشا رغم ان مطالبنا مشروعة وليست تعجيزية ولا على خلفيات سياسية بل فقط نريد العيش الكريم.