من بين أرياف بئر الحفي التي عانت التهميش التنموي والإقصاء من المنظومة الاقتصادية منطقة ورغة التي عزلت عن مركز المعتمدية بطريق فلاحية أحدثتها السلطات الاستعمارية الفرنسية منذ 1881 وتتالت برمجة التعبيد ضمن مخططات لم تنجز الى حد الساعة حيث أصبحت هذه المنطقة التي تعد أكثر من 4000 ساكن محرومة من ثمار التنمية وظلت حبلى بالمعاناة الاجتماعية والخصاصة. فكان مآل شبابها النزوح الى المدن الساحلية بحثا عن موارد الرزق مما أثّر سلبا على مردودية الأراضي الفلاحية في غياب المناطق السقوية والحرمان من امتيازات وتشجيع الاستثمار. هذه المنطقة شهدت منذ ما يزيد عن السنة اكتشاف مناطق جبلية تحتوي على اجود انواع الرخام بالبلاد التونسية وذلك بصنفيه «اللونين: الوردي والبني الفاتح»، وأمام ثراء هذا المخزون الطبيعي وغياب امكانيات الأهالي في سبيل حسن توظيفه والانتفاع بعائداته. ولئن وجد بعض الخواص الطريق الى الاستثمار (بصيغة المقاولة) في هذا المجال باستخراج وترويج هذه الاصناف من الرخام الذي يصدر الى عدد من البلدان الأوروبية... فإن هذا الثراء الطبيعي والتطلع الى حسن استغلاله جعل الأهالي يفوضون ثلة من الشباب في إطار «الهيئة الشعبية لدعم مكاسب الثورة بورغة» التي تتطلع الى إحداث مصنع للرخام يفتح آفاق التشغيل ويمتص بطالة أبناء المنطقة وقد يعتبر هذا المطلب التنموي والاقتصادي نداء للمهتمين ببعث المشاريع الصناعية قصد الاستثمار بمنطقة ورغة الطموحة الى تجاوز العقود التي عاشتها محرومة وفي اقصاء تام لملفاتها الاقتصادية والاجتماعية التي تعج بحالات احتياج لنحو 85 عائلة معوزة وأخرى تعاني إعاقات بدنية وذهنية وكلها تنتظر تدخلا عاجلا.