تعاني عديد المؤسسات التربوية بجهة جندوبة من نقائص سببتها البنية التحتية المتواضعة ونقص التجهيزات ينضاف إلى ذلك العوامل الطبيعية وخاصة بالمدارس الريفية النائية من دمارشمل الجدران والأسطح والقاعات . عدد من المدارس بجهة جندوبة تتركز بها عدة أشجار للزينة نذكر منها «الكلاتوس الفرنان الأكاسيا خاصة وكانت النية من وراء تركيزها توفير مكان ظليل يستريح تحته الأطفال اتقاء من الحرارة والمطر وهي عوامل مناخية تتميز بها الجهة لكنها خلفت أضرارا بالبنية التحتية بهذه المؤسسات التي أصبح يتهدد الكثير منها السقوط بفعل تراكم الشقوق والتصدعات .
بسبب الأشجار وخاصة «الكلاتوس « ظهرت شقوق وتصدعات بجدران الأسوار وقاعات التدريس وهو ما يمكن أن يسبب خطرا يهدد المتعلمين والإطار التربوي والمؤسسة عامة وهو واقع فرض تدخلات في الصيانة عادة ما لا تؤتي جدواها حين تعاود الشقوق والتصدعات بالظهور مجددا وفي هذا مضيعة للوقت والأموال مادامت الحلول لا تجدي نفعا أمام القدرة العجيبة لهذه الأشجار على مضاعفة الشقوق والتصدعات وإصابة الجدران والبنايات وكذلك أضرار في صورة سقوطها وكذلك فضلات أوراقها التي تسد قنوات الأسطح مما يسبب بها إخلالات وكل هذا يتطلب دراسة مستفيضة تحقق قفزة نوعية في تدخلات الصيانة والتي تبدأ أولا بالتخلص من هذه الأشجار ولكن كيف السبيل إلى ذلك في ظل صعوبة التحقق ووجود قوانين غابية تمنع ذلك إلا بترخيص .
غراسة هذه الأشجار سهلة المنال وليس في ذلك مشكل وتحقيقها لغايات نبيلة كالهواء النقي والظل الظليل كذلك مكسب لكن التخلص منها بالاجتثاث والقص لتجنب ما يمكن أن تسببه من أضرارهو المشكل ذلك أنه لا يمكن التخلص من هذه الأشجار إلا بالحصول على ترخيص من طرف إدارة الغابات بعد التقدم بمطلب وكم من مرة قوبل المطلب بالرفض وكذلك كم من مرة لم تجد إدارة المدرسة السبيل للتخلص من هذه الأشجار في ظل غياب الإمكانيات المادية المتوفرة بالمدارس .
هذه الأشجار وبالإضافة لما سلف ذكره من سلبيات وأضرارا لحقت البنايات من جدران وقاعات وساحات وأسطح فإنها أصبحت تشكل خطرين الخطرالأول يتمثل في ما يمكن أن يلحقه سقوطها وخاصة بسبب عصف الرياح والعوامل الطبيعية القاسية من أضرارمادية أو بشرية أما الخطر الثاني فيتمثل في إمكانية تحولها لمقر للزواحف والأفاعي والثعابين بحكم كثافتها وفي هذا وذاك خطر إضافي يهدد سلامة الجميع .
التخلص من هذه الأشجار التي باتت تهدد البنايات والمكونات البشرية للمؤسسات التربوية يتطلب تدخلات خاصة من طرف وزارتي التربية والفلاحة وبالتنسيق بينهما لمصلحة الأطفال والمربين وكذلك حفاظا على البنية التحتية لهذه المؤسسات من التصدع والتشقق والسقوط .