تجمع أمس بساحة القصبة العديد من المساجين السياسيين في عهدي بورقيبة وبن علي ورفعوا شعارات مختلفة مثل «الشعب يريد تفعيل العفو العام» و«الصمود الصمود». ما يميز الوقفة الاحتجاجية يوم أمس والتي تأتي تتمة لاعتصام المساجين السياسيين الذي دخل في أسبوعه الثالث أنها تمت بحضور العديد من المساجين السياسيين الذين جاؤوا للمشاركة من مختلف جهات الجمهورية وبمساندة بعض الجمعيات الحقوقية والناشطين في المجتمع المدني كما أن الوقفة راوحت بين الشعر والغناء الملتزم ومداخلات المشاركين في الاعتصام.
وعن المضامين التي يريد المعتصمون تبليغها من الوقفة والاعتصام أفاد فريد خدومة (أحد المساجين في العهد السابق: «بعد فترة من تنظيم الاعتصام دعتنا الحكومة إلى عقد جلسة استماع وللاسف لم نشعر بوجود تجاوب في مطلبنا وهو تفعيل العفو التشريعي العام.
نحن مستمرون في النضال بكل الأساليب الحضارية السلمية وبمختلف التعبيرات (مسرح شعر غناء ملتزم) الى أن يتم الاعتراف بحقنا كمناضلين سياسين ونريد حفظ كرامتنا وإبعادنا عن التجاذبات السياسية».
بدوره أكد السيد منير عبيدي: «نحن ضحايا الأنظمة الاستبدادية القمعية السابقة والتي فرضت علينا كل أشكال التعذيب والمراقبة واليوم التقينا في اعتصام الصمود من أجل مطلب واحد هو تفعيل العفو العام».
وتابع: «عار على حكومة شرعية تم انتخابها بعد الثورة أن تتغافل عن حق المناضلين السياسيين»، وقال سجين سياسي سابق آخر :» نريد رد الاعتبار للمساجين السياسيين والبعض للأسف ينظر اليهم وكأنهم اناس جائعون أو أصحاب أطماع يريدون نصيبهم من الغنيمة».
وتابع «السجناء السياسيون ناضلوا ولا يحق لأي طرف أن يزايد عليهم ويريدون حدا أدنى من الكرامة والتقدير وتفعيل المرسوم المتعلق بالعفو التشريعي العام وهم الآن يعيشون في وضعيات مادية ونفسية متردية».
وعن الجلسة التي جمعتهم بالحكومة أشار الى أن ردة فعل الحكومة بدت ايجابية وتفاعلت ايجابا مع مطالبنا لكن ما صدر من سمير ديلو وزير حقوق الانسان فيه اساءة إلى المناضلين وعليه أن يقدم الاعتذار لنا».
وافاد السيد خالد الكواش: «غايتنا من الاعتصام تفعيل العفو التشريعي العام وهو ملف حقوقي وانتظرنا الحكومة لرد الاعتبار المادي والنفسي إلينا ولكن أصبنا بخيبة أمل لأنها عجزت عن تلبية مطالبنا ولم تتمكن من حفظ كرامتنا وحقوقنا، وما زاد الطين بلة التصريح الأخير لسمير ديلو الذي اعتبر أنه لا توجد آليات لتنفيذ العفو التشريعي العام. العديد من المشاركين في اعتصام الصمود ولئن أظهروا الاستياء من عدم تفعيل العفو التشريعي العام الا أنهم أبدوا شعورا بالتفاؤل لتسوية وضعياتهم وأن تحقق مطلبهم مسألة وقت.