إخراج الفنان من نمطية الجوقة وتمكينه من فرصة إبراز قدراته الصوتية بعيدا عن المؤثرات التنميقية ودعما لابداعه في محاولة لإزالة ما يعيق بروزه هي النقاط المميزة للتظاهرة الفنية الجديدة التي ستخرج إلى النور بعد أسبوعين في مدينة سوسة. «وان شان شو» أو العرض الفرجوي للمغني الواحد هو العنوان الذي اختاره الموسيقي الطاهر القيزاني منظم هذه التظاهرة الموسيقية والتي ستمتد من 14 إلى 16 فيفري بمشاركة 9 فنانين تونسيين وقعت برمجتهم كالآتي: أحمد الماجري، بندير مان ومنير الطرودي في السهرة الأولى، وهيثم حذيري وحاتم قروي ومحمد الجبالي في السهرة الثانية والاختتام سيكون بإمضاء المطربين حيدر أمير وسنيا مبارك وزياد غرسة.
وسيكون كل فنان مصحوبا بعازف واحد لا غير تفعيلا لأهداف هذه التظاهرة التي تحرص على إبراز القدرات الصوتية للفنان مع منح فرصة لآخرين للتعبير عن خصوصية أخرى فنية تتمثل في المونولوغ مثل بندير مان وحاتم قروي على حد تأكيد الموسيقي طاهر القيراني.
القيزاني كوّن شركة خاصة «تي جي إيفنت» يفعّل بها طموحاته الموسيقية ومنها هذا المشروع الفني الذي أبدت المندوبية الجهوية للثقافة بسوسة استعدادها للمساهمة فيه بشكل فاجأ القيزاني نفسه حيث صرح ل«الشروق» قائلا: «لم أكن أنتظر أن مساعدة مندوب الثقافة ستكون بمثل هذه الصفة حيث ساهمت المندوبية في هذه التظاهرة بنصف التكاليف خاصة وأن الطرف المنظم هو شركة خاصة وليس بجمعية وهو يما يعتبر بادرة طيبة في إطار التعاون بين المؤسسات العمومية والشركات التي تحرص على الاستثمار في الشأن الثقافي».
وتظاهرة «وان شان شو» ليست الأولى للفنان الطاهر القيزاني بل سبقها تنظيم تظاهرة «ليالي العزف المنفرد» والتي بمجرّد انسحابه اللاإرادي منها جعلها تنحرف عن خصوصيتها الفنية وأصبحت عروضا لفرق موسيقية وليس لإبداعات فردية في العزف كما خطط لها مما جعلها تفقد بريق سنواتها الأولى وتنخرط في المنطق التجاري.