يعاني قطاع الصحة بمدينة الرديف جملة من المشاكل التي بدأت تتفاقم في الآونة الاخيرة مما دفع الإطار شبه الطبي بمستوصف العيادات الخارجية بالرديف الى تنفيذ وقفة احتجاجية وذلك على خلفية الاعتداء اللفظي الذي تعرض له الكاتب عام المساعد للنقابة الأساسية للصحة بالرديف من قبل إطار طبي بالمستشفى. على خلفية هذه الحادثة اتصلنا بإدارة المستشفى والتقينا بالسيد الصادق خالدي ناظر المستوصف والسيد محمد رحيلي كاتب عام مساعد للنقابة الأساسية للصحة بالرديف فكان التقرير التالي: في هذا الإطار أكد السيد الصادق خالدي بان الإطار الطبي بالرديف متوفر تماما من حيث العدد اذ يبلغ 7 أطباء إلا انه يؤكد بان الانضباط من طرفهم يكاد يكون مفقودا من خلال عدم التزامهم أولا بأوقات العمل وغيابهم المتكرر عن قسم الاستعجالي مما أدى إلى حالة من التذمر لدى المواطنين والى حالات من الاعتداء المتكرر على الإطارات شبه الطبية والعملة بالمستوصف الذين يتحملون وزر عدم انضباط الأطباء حسب محدثنا وهنا يستشهد السيد الناظر بحادثة جرت مؤخرا لطفل قدم إلى قسم الاستعجالي يشكو آلاما حادة في جنبه إلا أن الأطباء الحاضرين وقتها في العيادات الخارجية رفضوا معاينته متعللين بأنهم غير معنيين بالحالات الاستعجالية وهو ما أدى إلى انفجار الزائدة في جسم الطفل الذي تعرض لمضاعفات خطيرة كادت أن تؤدي بحياته وهو ما استوجب نقله إلى مدينة المنستير اين أجريت له عملية جراحية استعجالية.
فوضى في قسم الاستعجالي
يؤكد السيد خالدي بان قسم الاستعجالي بالرديف يعيش حالة استثنائية بالمقارنة بكل أقسام الاستعجالي في البلاد وذلك أولا لأنه موزع على مكانين حيث انه يكون صباحا بمستوصف العيادات الخارجية ليتحول انطلاقا من الساعة الواحدة بعد الظهر إلى المستشفى المحلي بالرديف مضيفا بان الاستعجالي بالعيادات الخارجية لا يمكن أن يفيد بشيء لافتقاره إلى ابسط التجهيزات الاستعجالية الضرورية وهنا يتساءل محدثنا عن جدوى الإبقاء على هذا التقسيم والحال انه هو السبب الأول والأساسي في الفوضى التي يشهدها القطاع الصحي بمدينة الرديف.
غياب كلي للتجهيزات الطبية الضرورية
يؤكد السيد محمد رحيلي كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للصحة بالرديف بان قسم الاستعجالي ومخبر التحاليل الطبية (المعطل تماما في الوقت الحالي ) يفتقران إلى ابسط التجهيزات والآلات الطبية الضرورية مثل آلة التصوير بالأشعة وهو ما يضطر المواطن إلى التنقل إلى مدينة أم العرائس من اجل تلقي هذه الخدمات التي كان من المفترض أن تتوفر له بمستشفى الرديف هذا فضلا عن ثلاجة الموتى المعطلة منذ سنتين مما أدى في حالات عديدة إلى بداية تعفن بعض الجثث خاصة في فصل الصيف بالرغم من انه قد رصدت اعتمادات من اجل اصلاحها ويتساءل السيد محمد عن موعد افتتاح المخبر الجديد الذي تم بناؤه في مدينة الرديف منذ سنتين إلا انه إلى الآن لا زال مجرد بناية قائمة يقع استغلالها من طرف بعض الشباب كفضاء لمعاقرة الخمر .
والى أن تأتي الالتفاتة المنتظرة من طرف المسؤولين لمشاكل قطاع الصحة في مدينة الرديف من اجل إيجاد حلول جذرية ومقبولة يبقى المواطن في هذه المدينة هو المتضرر الأول من عدم توفر الخدمات الصحية الأساسية .