كشف رئيس النيجر عن تدخل قوات فرنسية في بلاده من أجل «اليورانيوم» وذلك بالتوازي مع التدخل العسكري الفرنسي المتواصل في شمال مالي من أجل «مواجهة الجماعات المسلحة». أوضح رئيس النيجر مامادو إيسوفو، أن وجود قوات خاصة فرنسية في بلاده يرمي إلى «تأمين مواقع تعدين اليورانيوم» التي تديرها إحدى الشركات الفرنسية، على حد قوله.
مهمة فرنسية ثانية
وذكر إيسوفو في تصريحات لقناة «تي في 5» وإذاعة فرنسا الدولية أمس الأول أنه تقرر نشر قوات فرنسية خاصة في تلك المواقع «خاصة في ضوء ما حدث في الجزائر من هجوم على موقع لإنتاج الغاز ب «إن أميناس» قبل أسابيع.
يشار إلى أن تصريح الرئيس النيجري هذا يأتي ليؤكد ما أعلنه مصدر عسكري الخميس الماضي من أن فرنسا أمرت قوات خاصة لديها بحماية مواقع تعدين اليورانيوم التي تديرها شركة «أريفا» الفرنسية الحكومية في النيجر مع تزايد التهديد بهجمات على مصالح فرنسا بعد تدخلها ضد المتمردين في مالي. هذا، وتعمل «أريفا» في تعدين اليورانيوم في النيجر منذ أكثر من 5 عقود، وتزود قطاع الطاقة النووية الفرنسي بجزء كبير من المواد الخام. ولم يتطرق الرئيس النيجري في حديثه إلى أعداد القوات الفرنسية الخاصة الموجودة في النيجر.
إلى ذلك، دعا رئيس النيجر محمد إيسوفو، فرنسا، للإبقاء على تواجدها العسكري في مالي. وقال في تصريحات صحفية لراديو فرنسا الدولي الأحد: «لم يحظ أي تدخل أجنبي في أفريقيا بالشعبية التي حظي بها التدخل الفرنسي في مالي».
وأضاف: «هدف هذه الحرب لا يجب أن يقتصر على تحرير مالي بل تحرير منطقة الساحل كلها من هذا التهديد الذي لا يهددنا فحسب، ولكن أيضا أوروبا وفرنسا والعالم». ونشرت فرنسا 3500 جندي من القوات البرية وطائرات مقاتلة وعربات مدرعة في إطار عملية سيرفال «القط البري» المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، والتي كسرت قبضة الإسلاميين على مدى عشرة أشهر على بلدات شمال مالي، التي فرضوا فيها الشريعة بشكل صارم.
«الأتي» أصعب
وحول «المهمة» الفرنسية في مالي أكدت صحيفة «لوفيغارو»الفرنسية أمس أن المرحلة الصعبة في «حرب مالي» لم تأت بعد، بحسب ما أعلنه الرئيس الفرنسي في باماكو من أن القوات الفرنسية استطاعت صد الإرهاب وطرده، لكنها لم تدحره تمامًا بعد. بيد، أنه منذ بداية الحملة العسكرية على مالي، أوضح هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس، أن قوات بلاده لا تنوى البقاء فى مالي، لكنها في انتظار أن تحل قوات الدول الإفريقية المشتركة مكانها، في أسرع وقت ممكن. وكان الرئيس الفرنسي، أعلن في خطاب ألقاه في العاصمة المالية باماكو، أن بلاده ستبقى في مالي «طالما لزم الأمر».
واعتبرت الصحيفة، أن هذه التصريح يعني أن مهمة القوات الفرنسية ستمتد في مالي لأشهر طويلة... وهو أمر قد يضر بعلاقات فرنسا مع الدول الإفريقية الأخرى. وعلى الصعيد السياسي، وحسب الصحيفة ذاتها، لم تبدد زيارة هولاند حالة عدم اليقين بشأن استقرار السلطة المؤقتة في البلاد، أو التزام السلطة ببدء عملية سياسية مع ممثلي طوائف الشعب المختلفة في شمال مالي خاصه مع قبيلة الطوارق. وأضافت «لوفيغارو»، أن الرئيس المالي المؤقت «ديونكوندا تراوري»، لا يبدو وأنه استوعب الدرس أو أنه يرغب في تحمل مسئولياته بعلاج الأسباب التي أدت إلى تفكك بلاده». واختتمت الصحيفة مقالها، برصد مصير قضية الرهائن الفرنسيين في منطقة الساحل، التي لا تزال تشكل حملاً ثقيلاً على حكومة هولاند، على الرغم من الانتصار العسكري في مالي.