انعقد نهاية الأسبوع المنقضي اجتماع شعبي عام لحركة الشعب حضره الأمين العام محمد البراهمي وزهير المغزاوي ورضا الدلاعي وفتحي بلحاج ومحسن النابتي وقد كان فرصة لتدارس واقع البلاد ودور الحركة في جميع المجالات. الاجتماع العام الذي كان الحضور فيه قياسيا افتتحه السيد حسن العيادي الكاتب العام للمكتب الجهوي للحركة بجندوبة بالتأكيد على أن المنطقة عرفت منذ العصور القديمة بمساهمتها في الاقتصاد والتنمية ولكنها ظلت رغم دورها الاستراتيجي الهام مهمشة ويعيش أهلها الخصاصة والحرمان فغابت الارادة الصادقة من طرف الذين تعاقبوا على السلطة في اعطاء هذه الجهة حظها وحقها في اطار التنمية العادلة، وعدد السيد العيادي خيرات الجهة وثرواتها الطبيعية التي لا تحصى ولا تعد ومع ذلك لا صوت يعلو على صوت الفقر والتهميش والاقصاء فالعطش في كل مكان رغم أهمية المخزون والثروات المائية لجهة جندوبة والبطالة والفقر بأرقام مفزعة والخيرات الفلاحية والثروات الطبيعية ينتفع منها الآخرون وهذه المعادلة خاطئة ونالت منها الجهات الويلات.
البلاد في أزمة حقيقية
الأمين العام للحركة السيد محمد البراهمي وأثناء كلمته أكد على أهمية العدالة الاجتماعية التي عليها أن تشمل جميع الجهات وإلغاء الجهويات التي تضررت منها المناطق الداخلية وتطرق للشأن السياسي الوطني فأوضح أن البلاد تمر بأزمة سياسية حقيقية في ظل غياب حكومة كفاءات وطنية قادرة على الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة والمخرج الوحيد لذلك هو تشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة على رفع التحدي والخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بعيدا عن سياسة المحاصصة الحزبية كما أنه يتعين كذلك تكريس مبدإ الكفاءة في الادارات والمديرين الجهويين والعامين بعيدا على الولاءات السياسية لأن الاصلاح الشامل يبدأ من الادارة هذا طبعا مع استقلالية القضاء والاعلام وجميع المؤسسات بما يحقق نقلة نوعية توصل البلاد إلى بر الأمان بعيدا عن التجاذبات السياسية والتي ستشتد مستقبلا في ظل ظهور ثنائي التحالف: التروكا الحاكمة وترويكا نداء تونس والمسار والجمهوري.
السيد البراهمي أكد أنه يتعين الجلوس إلى طاولة المناقشات خدمة لمصلحة الوطن وتشخيصا للواقع والمشهد للخروج بحلول والتأسيس لجمهورية ديمقراطية وذلك باجراء اصلاحات تشمل جميع القطاعات وختم بأن مسألة التحوير الوزاري المرتقب طال أكثر من اللزوم وأنه لن يكون صائبا اذا تواصل بمنطق الشرعية والمحاصصة التي تقودها الترويكا لأنه الأنفع هو حكومة كفاءات وطنية نجلس نتحاور بشأنها بعيدا عن التشنج ونضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار ونحدد كذلك المدة الزمنية لعملها بعيدا عن الضغط بما يحقق انتقالا ديمقراطيا سلسا ويسير دواليب الدولة ويعيد للاقتصاد دورته العادية ونتناول الملفات واحدة بواحدة وهذه كبداية للاصلاح.
هذا وقد شهد الاجتماع كذلك تدخل أعضاء المكتب السياسي للحركة على غرار السيدين زهير المغزاوي وفتحي بلحاج واللذين تناولا كذلك المشهد السياسي والاجتماعي على المستوى الوطني وكذلك العالمي وخاصة الوطن العربي وما ينتظر الحركة من تحديات وأهمية ضبط استراتيجية عمل ونضال تمكنها من استعادة اشعاعها وتبوؤ منزلتها الحقيقية والتي هي أهل لها.