نظّمت حركة الشعب الوحدوية التقدميّة يوم الثلاثاء 04 سبتمبر 2012 مؤتمرا صحافيا بمقرها المركزي بتونس العاصمة تناول فيه مناضلوها أهمّ المستجدات التي تمرّ بها الساحة الوطنيّة والعربية وعبّروا عن موقف الحركة من القضايا المطروحة على الساحة السياسية في ظل حالة من الاستقطاب السياسي الحاد وارتفاع نسق الاحتجاجات الشعبية الاجتماعية والسياسية والحقوقية. السيد محمد البراهمي الأمين العام لحركة الشعب أكّد في مستهلّ الندوة على أن حالة القلق والتوتر التي تسم المشهد السياسي العام مردّها حالة التضارب في المواقف بين أحزاب «الترويكا» الحاكمة فيما بينها في عديد المسائل التي تشغل الرأي العام السياسي والشعبي، فعلى مستوى تحديد موعد الانتخابات القادمة اتسمت مواقف رؤساء كتل «الترويكا» ووزرائها في الحكومة بالتضارب وانعدام الوضوح حول الموعد وصعوبة الالتزام بالتاريخ الذي حدده رئيس المجلس التأسيسي السيد مصطفى بن جعفر، ومن ناحية أخرى اعتبر البراهمي أن الوضع الأمني اتسم بالفوضى واستشراء التجاوزات انعكاسا لحالة التخبط وعدم الوضوح التي ميزت أداء الحكومة مستشهدا بالوضع الذي وسم المساجد في الآونة الأخيرة من صراعات للسيطرة عليها من قِبَلِ مجموعات أخذت تتورط شيئا فشيئا في العنف الذي اعتبره خطّا أحمر مدان مهما كان مصدره ومهما كانت ضحاياه. وبيّن البراهمي أن الايجابي في الوضع الذي تمر به البلاد وجود قوى معارضة تناضل ضد سياسة التغول التي تحاول حكومة «الترويكا» وخاصة حزب النهضة فرضها على مؤسسات الدولة رغم تدهور الوضع الاجتماعي جرّاء ارتفاع نسب البطالة وانعدام فرص التشغيل نظرا إلى الكساد الذي يمر به الاقتصاد الوطني وقد زادته الزيادات في الأجور تعثرا واعتبر أن الحكومة تتحمل المسؤولية عن ذلك فهي وعوض أن تسعى إلى مساعدة الشرائح الفقيرة وضعيفة الدخل عمدت إلى استرضاء رجال الأعمال الفاسدين على حسابهم . على المستوى السياسي أشار البراهمي إلى ارتفاع حدّة الاستقطاب الثنائي الذي يذكر بما وقع في الماضي بين الحزب الحاكم وفلول النظام السابق وعبّر عن رفضه لهذا الاستقطاب ودعا إلى التوافق السياسي بين القوى الداعمة للثورة عوض الاحتكام إلى التدافع. البراهمي أكد على موقف الحركة الثابت والمبدئي الداعي إلى مقاومة الفساد والداعي إلى اجتثاثه لتطهير البلاد منه ولكن على قاعدة الشفافية والوضوح لا بأسلوب انتقائي قائم على منح صكوك الغفران وإعلان أن من دخل بيت الطاعة ينجو من المحاسبة ومن يرفض يحاسب. المغزاوي يدعو الحكومة إلى رفع يدها عن الإعلام زهير المغزاوي عضو المكتب السياسي لحركة الشعب المكلف بالإعلام استهل مداخلته بالترحم على المناضل علي بن سالم رئيس المكتب المحلي لحركة الشعب بدوز وهنأ الأحزاب التي عقدت مؤتمراتها مؤخرا وتمنى لها التوفيق، ثم عبّر عن دعم الحركة لنضالات الصحافيين والإعلاميين الشرفاء الذين كانوا في مقدمة المتصدين لبن علي ضد التعيينات المسقطة والمحاولات المتكررة لإخضاع الإعلام وتدجينه وطالب الحكومة برفع يدها عن المؤسسات الإعلامية والتوقف عن الضغط عليها لتغيير خطها التحريري بما يتناسب مع سياسات الحكومة . كما طالب وزارة الداخلية بحماية المنظمات والتصدي للاستهداف الذي لحق عديد المناضلين كما هو الحال مع الحادثة التي وقعت في مدينة بنزرت. واعتبر أن الحل الوحيد للخروج من حالة الاحتقان التي تمرّ بها البلاد وضع خارطة طريق واضحة للانتخابات القادمة حتى لا تستأثر الحكومة بوضع موعد يتناسب معها وهو ما يبرز من خلال تهربها من بعث الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات. ودعا إلى القطع مع الأسلوب القمعي في التصدّي للاحتجاجات الشعبية السلميّة وفسح الحكومة المجال لأنصارها للتظاهر والتحرك في الشارع لدعم سياساتها باسم التصدي للفاسد والتطهير وتحقيق أهداف الثورة. حرية الإعلام والجبهة وانتشار الحركة أهم ما ورد في أسئلة الصحافيين أسئلة الإعلاميين تمحورت حول مواقف الحركة من عديد القضايا الساخنة التي تمرّ بها البلاد فتناولت موقف الحركة من الهجمة التي تقودها جهات حكومية ضدّ المؤسسات الإعلامية والإعلاميين ومن الحوارات الدائرة بين عديد الأحزاب اليسارية والقومية لتشكيل ما أطلق عليه «الجبهة الشعبيّة»، كما تساءل بعض الصحافيين عن الدور المنتظر من حركة الشعب القومية في ظلّ حالة الصراع والاستقطاب الدائرة بين الإسلاميين والعلمانيين أو بين النهضة ونداء تونس . وقد أبرزت ردود حركة الشعب دفاعها المبدئي والثابت عن حرية الإعلام وتأكيدها على ضرورة محاسبة كل الفاسدين في القطاع، أمّا بخصوص الجبهة الشعبية فأكد المغزاوي أن الحركة قد قطعت مسافة كبيرة في المباحثات مع مكوناتها وهي بصدد التشاور مع مناضليها لتحديد الموقف النهائي الذي سيتم اتخاذه في اجتماع الأمانة العامة المزمع عقدها أواخر الشهر الحالي وهي تَعَدٍّ اعلي سلطة في الحركة. كما أشار السيد زهير المغزاوي إلى أن الحركة بصدد العمل على دعم وجودها داخل الجهات واستقطاب المنخرطين بعد ان أنهت مؤتمراتها المحلية والجهوية وفتحت مكاتبها في أغلب جهات الجمهورية. حركة الشعب تستضيف المؤتمر الناصري العام أعلن السيّد محمد البراهمي خلال الندوة الصحافيّة عن احتضان الحركة لفعاليات المؤتمر الناصري العام الذي ستتواصل فعالياته أيّام 7، 8 و9 سبتمبر 2012 بنزل «الماجستيك» بالعاصمة واعتبر أن تنظيم هذا المؤتمر بتونس يعتبر تكريما لثورتها إلى جانب كونه سيمثل دفعة قوية تبعث شحنة جديدة في العمل القومي العربي ومناسبة للمشاركين الممثلين لكافة الساحات والأقطار العربية لتشخيص الأوضاع التي تمر بها الأمة العربية واتخاذ المواقف اللازمة. زيارة تضامنية لدار الصباح اثر المؤتمر الصحافي تحوّل وفد من المكتب السياسي ومن مناضلي حركة الشعب الى دار الصباح للتعبير عن مساندة الحركة لصحافيي الصباح في اعتصامهم دفاعا عن استقلالية مؤسستهم ورفضهم للتعيينات المسقطة والمشبوهة القائمة على الولاء للحكومة لا على المهنية ومراعاة مصلحة الدار.