«مطار قابسمطماطة الدولي»مكسب وطني علّق عليه أبناء مطماطة آمالا كبيرة لكن سرعان ما بدأ اليأس يدبّ في النفوس والظنّ يخيب بعد أن استبشر الناس بافتتاحه في مواسم الحجّ الخمسة الماضية. مطار قابسمطماطة يقع بالزويتينات على بعد 12 كم من مطماطةالجديدة و20 كم من قابس و25 من الحامة ، تجاوزت كلفته 27 مليون دينارا في جزئه الأوّل كقاعدة عسكرية ثمّ تمّت إضافة الجزء المدني بقيمة 5,5 مليون دينار وتبلغ مساحته المغطاة 2400 متر مربّع ويحتوي على أطول مدرج للطائرات بتونس يصل إلى 3600 متر وهوما يسمح بهبوط جميع أنواع الطائرات المدنية والعسكرية بالاضافة إلى طاقة استيعاب تبلغ 200 ألف مسافر سنويا مع إمكانية توسعته لو دعت الحاجة إلى ذلك ...
وانطلقت منه أوّل رحلة حجيج للبقاع المقدّسة في جانفي 2008 ثمّ تواصل استغلاله في الرّحلات الداخلية التي تنظمها الخطوط التونسية اكسبراس بمعدّل ثلاث رحلات أسبوعيا إلى مطار تونسقرطاج مرورا بمطار قفصة القصر ، تضمّ كلّ رحلة بين 30 و50 راكبا من الطّلبة ورجال الأعمال وموظفي حقول النفط والغاز بالبرمة بكلفة تقدّر ب 74 دينارا للتذكرة الواحدة .ومنذ نوفمبر الماضي توقفت كلّ الرّحلات الداخلية من وإلى مطار قابسمطماطة بسبب تراجع مردوديته وتراكم خسائره حسب ما ادّعته الشركة الجوية، ورغم محاولات تدخّل وزير النقل وأعضاء المجلس التأسيسي في ذلك الوقت إلا أن ّ المطار لم يستأنف نشاطه إلى اليوم ممّا بعث في نفوس أهالي الجهة قلقا متزايدا حول مستقبله خاصّة بعد إن كانوا ينتظرون أن يتدعّم برحلتين دوليتين أسبوعيا لكلّ من طرابلس وباريس وبذلك يفتح الآفاق لتشغيل مزيد من اليد العاملة المباشرة وغير المباشرة حيث ينتظر أبناء مطماطة تمكين خمسة شبّان على الأقل من رخص تاكسي إلى جانب العديد من العملة والموظفين .. كما أنّه من المنتظر أن يساهم في الدورة الاقتصادية بحيث يستخدم في نقل البضائع وفي حركة الاستيراد والتصدير لكلّ منتوجات الجنوب التونسي الفلاحية والصّناعية ... ويقول السّيد بومدين لوحيشي من أصيلي مطماطة وأحد عمّالنا بالخارج أنه يعلّق أمالا كبيرة على هذا المطار ليسهّل على أبناء تونس المقيمين بأوروبا عودتهم إلى الدّيار في الصّيف وفي المناسبات الدّينية وخاصّة أبناء ولاية قابس وهم بالآلاف في فرنسا ، كما أنّه من شأنه أن ينشّط السّياحة الجبلية والصّحراوية والاستشفائية بالجنوب التونسي بحكم موقعه الممتاز القريب من البحر والجبل والصّحراء والواحة إلى جانب المياه الحارّة بالحامة ، وغلقه يسبّب خسارة كبرى للإقتصاد الوطني ويعطي انطباعا سيّئا حول مصداقية الحكومة التي وعدت بإضافة رحلات دوليّة في أقرب وقت على لسان وزير النقل في زيارته الأخيرة لولاية قابس والذي أرجع سبب تأخير إعادة الخطوط الداخلية وتفعيل الخطوط الدّولية إلى إجراءات إدارية متعلّقة بتوفير الاطار الأمني وأعوان الدّيوانة .لذا يدعو إلى الإسراع بفتح خطّين على الأقل أحدهما مع باريس والثاني مع مرسيليا .