كان لإغتيال المرحوم شكري بلعيد أمام منزله صباح أمس وقعا رهيبا لدى التونسيين بكل أطيافهم وقد تجاوزت ردّات الفعل حول هذا الاغتيال الطبقات السياسية والحقوقية ليشمل كل المواطنين... بالدموع والغضب والاستياء والخوف عبر كل من التقيناهم من التونسيين عن إدانة هذا الإجرام الخطير الذي اعتبروه جديدا على مجتمعنا. بوجه شاحب وعيون باكية وتأثير كبير حدثتنا سيدة عن آلمها لمقتل المرحوم شكري بلعيد وتساءلت كيف تتم هذه الجريمة أمام أعين أبنائه وزوجته وتساءلت لماذا يحرمون من والدهم الذي لم يبق منه سوى دماؤه في الطريق ودخلت المتحدثة في حالة من التأثر حتى أنها لم تستطع ذكر اسمها.
بأي ذنب قتل؟
هذا السؤال الذي ردده جلّ من تحدثنا إليهم ومن بينهم مرجانة التي استغربت منذ متى يقتل التونسي أخاه لأنه يعارضه الرأي، واعتبرت الحادثة جريمة أدخلت مزيدا من الرعب والخوف على التونسيين حتى أن العديد منهم أخرجوا أبناءهم من المدارس خوفا من تصاعد الأحداث.
زمن الحرية
الكثير من التونسيين من غير المنتمين إلى التيارات السياسية تابعوا قضية الاغتيال سواء من خلال المشاركة في الاحتجاجات بشارع الحبيب بورقيبة أو من خلال متابعة الأخبار عبر شبكات «الفايس بوك» والمحطات التلفزية والاذاعية في المقاهي والفضاءات العمومية والمنازل ما حدث لشكري بلعيد كان على لسان كل التونسيين أينما توجهوا.
بوجوم ورعب وألم قال خالد «أن يصل الأمر إلى التصفية والاغتيال فهي مسألة تنذر بتقلص هامش الحريات الذي اكتسبته تونس بعد الثورة وسيفكر المعارضون طويلا قبل الإدلاء بآرائهم وأضاف خالد كنّا نسمع عن هذه الحوادث في دول أخرى لكن لم نتصور يوما أن يصل الأمر في بلادنا إلى هذا الحدّ، وتساءل هل أنه في مثل هذا المناخ يمكن أن يكون هناك انتخابات نزيهة؟
أثق في الشعب
عماد السعايدي فقد تحدث عن فخّ ينصب لتونس حتى يقتل الأخ أخاه وتعمّ الفوضى والعقد بين التونسيين وتقتتل الأحزاب السياسية التي كانت تتناحر...وأضاف لم يعد لي ثقة في أي حزب سياسي وثقتي الوحيدة في الشعب ورصانته فهو الوحيد القادر على التغلب على المكائد وحماية بعضه بعضا وذلك رغم الاغتيال والفوضى وبغضب كبير قال :«لم يعد لدينا ثقة في الحكومة والأحزاب السياسية الكل يبحث عن تصفية حساباته والكراسي حتى ولو كان ذلك على حساب دماء الأبرياء».
مؤامرة
أما رامي فقد ذكر أن بلعيد ذهب ضحية مؤامرة لا أحد يعلم إن كانت موجهة ضد الحكومة أم أنها هي من نسج خيوطها وتساءل من المستفيد من هذا العنف الذي وصل إلى أقصاه عبر الاغتيال السياسي.
وتساءلت سليمة لماذا تم التقليل من مخاطر العنف السياسي واهدار دم بعض المعارضين ولم يتم التعامل مع هذه المؤشرات بجدية حتى أصبح دم المعارضين يهدر أمام الشعب بكل وحشية وذكرت بأنه في احدى المدن التونسية ذكر بعضهم أن رأس بلعيد مطلوبة...كما اشتكى عدة سياسيين آخرين من التهديدات التي تصلهم لكن لم يتم التعامل مع كل هذا بجدية حتى بدأ تنفيذ الوعيد بشكري بلعيد وأملت أن لا تتوسع قائة المطلوبين للتصفية.
المؤلم أن دائرة الخوف لدى التونسي توسعت وزادته إرهاقا بعد أن أعيته مشاغله الحياتية اليومية وهو منشغل كثيرا من ضبابية المستقبل.