جلسة تأبين شكري بلعيد أمس في المجلس التأسيسي تحولت الى تبادل للاتهامات ثم غادرها نواب المعارضة مقررين تعليق نشاطهم في الى غاية دفن شكري بلعيد ,في حين دعا عدد اخر من النواب الى التهدئة خدمة للمصلحة الوطنية. قال رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر خلال الجلسة العامة الاستثنائية امس «نجتمع وتونس تمر بمحنة وظرف عصيب» واضاف «نحن اليوم تونسيون فقط و لا ننتمي الى احزاب من اجل ان نمنع مخططات الهدم» واشار الى ان تونس «مريضة» ويجب ان ينتفي كل خلاف.
وشدد على ان هذه الجريمة لا يمكن ان تمر ووصفها بالخيانة العظمى ودعا الى التفاعل مع الحوار الوطني الذي نظمه اتحاد الشغل. وقال منجي الرحوي رفيق شكري بلعيد في الحزب الديمقراطي التقدمي ان العزاء يجب ان يقدم الى كل تونس ,والى الفقراء الذين ضحى من اجلهم شكري بلعيد ,والى المضطهدين الذين امضى حياته في سبيلهم, والى شعب تونس الذي يلدغ في ثورته ,والى الشعب التونسي الذي يلتف على ثورته ,والى الشعب الذي صوت على حكومة التفت على ثورته ,واضاف «البركة فيك يا شعب تنجب حرائر وأحرارا مثل شكري بلعيد الذي ناضل من اجل الكلمة الحرة, البركة فيك يا شعب تنجب ابناء لا يهمهم الموت ويضحون بأنفسهم» كما اشار الى ان الديمقراطيين التقدميين كانوا حاضرين في كل محطات النضال وكان هناك حزب غائب عن كل هذه المحطات واشار الى نواب حركة النهضة.
كما شدد على ان المجلس التأسيسي خرج عن دوره الاساسي, وتخلف عن انجاز دستور في ظرف سنة، وأضاف انه منذ 6 فيفري لن يشتغل المجلس كما كان في السابق, وان المجلس التأسيسي فشل الى الآن. وتلا البيان الذي وقعه عدد من نواب المعارضة والذي نصه كالتالي «على اثر الحدث المأساوي الخطير المتمثل في اغتيال الشهيد شكري بلعيد الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والعضو القيادي بالجبهة الشعبية. ليعبرون عن استنكارهم الشديد لهذه الجريمة السياسية النكراء التي لا سابقة لها باستثناء اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد وهو ما من شأنه ان يدخل البلاد في دوامة من العنف والفوضى تهدد مستقبل البلاد ومصير تونس.
واعتبارا لان الاجواء العامة لا تسمح لا سياسيا ولا اخلاقيا بعقد جلسات من اي نوع كان قبل مواراة جثمان الشهيد الثرى واعطاء جنازته بعدها الوطني المستحق ,قررنا تعليق نشاطنا بصفتنا نوابا والبقاء في حالة تشاور متواصل داخل المجلس لمتابعة الاوضاع وتطورها, ونؤكد تمسكنا بالشرعية ودعوتنا الى تفعيل دور المجلس الوطني التأسيسي اعلى مؤسسات الشرعية».
اما الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة فقال ان من قتل شكري بلعيد يريد ضرب الديمقراطية والمصلحة الوطنية, واعتبر ان القاء التهم دعوة للفتنة والتقاتل وتساءل من مصلحة من خلط الاوراق؟ هل من مصلحة حزب حاكم خلط الاوراق في البلاد؟
واعتبر ان هذا جنون وغباء وقال ان الحركة الاسلامية قدمت اكثر من 100 شهيد في العهد السابق واضاف «لا يجب ان يزايد اي احد على آخر». اما النائب المستقل محمد العلوش فاعتبر ان الرؤساء الثلاثة يتآمرون على نواب التأسيسي واشار الى قمعه في تقديم الكلمة، ودعا الى حل كل الكتل .اما النائب المستقل صالح شعيب فقال انه من غير المعقول ان تقتل اطراف معينة شكري بلعيد نظرا لخلافها معه وبأموال تأتيها من الخارج، كما استنكر الاهانات التي يتعرض لها اتحاد الشغل.