قال خبير أمني متقاعد ل «الشروق» إن سلوكات الجاني أثناء تنفيذه لجريمة اغتيال شكري بلعيد تدل على «أي بيت يأويه» من خلال ما يمكن استنتاجه من آثار الجريمة وتصريحات الشهود وأسلوب التنفيذ الذي اتسم بالبساطة وقلّة العدد وهو ما يؤشر على امكانية تكرّرها مستقبلا وربّما من أطراف أقلّ حرفية للتشكيك في انتماءات المنفذين ونزعاتهم الفكرية والسياسية، موضحا أن من نفذ العملية يكون طليق الملامح كاشفا عن وجهه يتصرّف بسلاسة وارتياح باستعمال مسدّس وليس سلاحا أوتوماتيكيا ويغيّر مكان الهدف في جسد الضحية يؤكد ارتياح الجاني أثناء ارتكابه للجريمة وإيمانه المطلق واعتقاده الجازم أن ما يقوم به من مقومات وأسس عقيدته الفكرية. وأكّد محدّثنا أن الحرفية العالية والتدرب المتقن على اطلاق الرصاص في الجريمة(اغتيال شكري بلعيد) واضحة وجلية للعيان بالنظر الى الأسلوب الذي تمت فيه عملية الاغتيال وطريقة توجيه الرصاص الى صدر الضحية وعنقه التي تؤكد أن مرتكبها له علاقة حميمة بالسلاح يجيد استعماله كما أن التحكم في أعصابه أثناء اطلاق الرصاص وتصويبه في أماكن حساسة من جسد الفقيد تدلّ بدون أي نسبة للتشكيك أنه محترف وأن عملية الاغتيال سبقتها متابعة لصيقة ومدروسة منذ مدّة للفقيد.
وقال: «لو حدثت جريمة الاغتيال في عهد بن علي لأحيل كل من وزير الداخلية والمدير العام للمصالح المختصة والمدير العام للمصالح الفنية والمدير العام للأمن الوطني ومدير عام آمر الحرس الوطني على التحقيق ليس لنزاهة بن علي وإنّما لارتفاع نسبة حيادية المؤسسة الأمنية حينها مقارنة باليوم».
وأشار مصدرنا أن النقابات الامنية سبق وأن أطلقت صيحات فزع عن وجود مجموعات مسلحة تتدرب وتهدّد الأمن العام ولكن جابهها علي العريض بالتكذيب ليتم الكشف فيها بعد عن أسلحة متنوعة بما فيها قاذفات الصواريخ في أحد المستودعات بمدنين ليصل الامر حد الاغتيال وهو ما يؤكد تصريحات النقابيين الذين اتهمهم وزير الداخلية بالتسيس.
وقال ان الأطراف المتورّطة في اغتيال شكري بلعيد ستواصل عملية اخراج «مسلسلات الدّم» على الساحة الوطنية في صورة التشبّث بإدانتها وهو ما يتطلّب اليقظة الدائمة للتصدي لهؤلاء.