شهدت مدينة باجة جنازة رمزية لشكري بلعيد انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل وشهدت مشاركة مختلف مكونات المجتمع المدني والاحزاب السياسية إلى جانب الاتحاد الجهوي بالجهة منادين بضرورة الحد من العنف. شارك في هذه الجنازة كل أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل وعلى رأسهم السيد محمد بن يحيى رئيس الاتحاد وعدد كبير من نشطاء المجتمع المدني والنقابيين والسياسيين والحقوقيين فضلا عن الشباب التلمذي والطلابي ,و قد جابت المسيرة كلا من شارع الجمهورية لتمر من أمام مقر قصر بلدية باجة فمقبرة سيدي صالح الزلاوي أين توقفت لبرهة من الزمن وردد النشيد الوطني التونسي ثم استؤنفت لتمر بشارع الحبيب بورقيبة مرورا بالساحة الرئيسية للمدينة وتنتهي مجددا أمام مقر الاتحاد.
و توجه السيد محمد بن يحيى الكاتب العام للاتحاد بكلمة ندد خلالها بكل أشكال العنف والتطرف ودعا التونسيين الى ضرورة التحابب والتآلف ونبذ كل أشكال التفرقة والقطيعة من أجل ارساء نظام ديمقراطي وتكاتف سياسي واجتماعي يرتقي بتونس نحو الأفضل ونحو حياة العزة والكرامة والحرية.
دعوة لنبذ العنف
و في كلمة الى جريدة «الشروق» أكد السيد بن يحيى رئيس الاتحاد الجهوي أن في اقرار هذه الجنازة الرمزية الصادر عن الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل دعوة لنبذ العنف وفرصة لايصال رسالة من الشعب التونسي الى كل الواقفين خلف هذا المصاب أننا شعب نحيد بأنفسنا عن هذه الممارسات التي لم نعهدها في بلادنا والتي تناسيناها منذ اغتيال الزعيم حشاد على اياد ليست بالتونسية وهي اليد الحمراء ,و أكد أنه علينا العمل الآن على الحفاظ على ما أتت به ثورتنا التونسية كما أكد أنه لا مجال اليوم الا الى الحوار لتبقى تونس بلد الرحمة والاعتدال والقيم والثوابت والتعايش مع مختلف الأجناس والديانات دون أية خلفيات أو مرجعيات, ودعا الى ضرورة التوحد بين التونسين.
من جهته ذكر السيد محمد علي المرواني الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي أن في هذه الجنازة الرمزية تفعيلا ليوم الحزن الذي تعيشه مختلف جهات البلاد وكيدا للاعداء والمعتدين الذين لطخوا أياديهم القذرة بدماء رجل شجاع يصدع بكلمة الحق ويصيبهم بها كالرصاص فاغتالهم مئات المرات بكلمة الحق ونظافة اليد قبل أن يغتالوه برصاص الغدر ووساخة الأيادي والضمير الجبان.
كما اكدت السيدة سامية اليعقوبي بعد ترحمها على روح الشهيد أن شكري بالعيد قد ترك شعبا سيسير على دربه وأضافت: « لقد عاش رجلا فعلا ومات شهيدا كما ذكر والده»..
و ذكر السيد محسن البراهمي مواطن ونقابي أن شكري بالعيد قد استشهد وهو يندد بالعنف الذي يجب أن نستمر في التنديد به وأن نتصدى له كتونسيين يدا واحدة وقلبا واحدا دون فرقة أو تشتت من أجل التعايش كما كنا في الماضي وأكثر من أي وقت مضى.
الشاب مروان الغربي منسق شباب حركة الشعب بدوره ذكر أيضا أن شكري بالعيد ولطفي الزار خسارة لتونس ودعا الى ضرورة ابتعاد التونسيين عن الفتن الدنيئة والتصفيات الجسدية الدموية ...و أكد أن رجال الأمن والسياسة هم جميعا أبناء تونس مشيرا الى ضرورة تحكيم العقل في هذه الفترة الحساسة خاصة لدى الطبقة السياسية الوطنية.