ما من متابع لقناة «الجزيرة مباشر» خلال تغطيتها أمس الأول لجنازة الشهيد شكري بلعيد الا وتساءل عن غاية هذه القناة من تضليل الرأي العام ومغالطته ومخالفتها للمهنية.. عمدت قناة «الجزيرة» القطرية أول أمس الى تضليل الرأي العام العربي والعالمي خلال تغطيتها لجنازة الفقيد المناضل شكري بلعيد حيث قامت بتركيب أصوات بعض المجتمعين أمام المجلس التأسيسي وأمام مقرّ حركة النهضة بالمروج على صور من جنازة الشهيد.
ففي الوقت الذي كان فيه المشاركون في جنازة بلعيد ينادون برحيل الحكومة وبشعارات معادية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كانت الجزيرة بصدد تمرير صور الجنازة وأصوات مركّبة تنادي بشرعية النهضة.
هذا العمل الذي يتنافى وأخلاقيات المهنة ويدخل في إطار التضليل والتأثير على الرأي العام استنكره كل من شاهد هذه القناة ووصفها كمال الجندوبي بالتضليل الاعلامي وطالب محمد عبو بمحاسبة من يقف وراء هذه المغالطة وذلك من خلال برنامج «التاسعة مساء» على قناة «التونسية».
أسلوب المغالطة والتضليل
وهذا الأسلوب في مغالطة الرأي العام وتضليله ليس بالجديد على قناة «الجزيرة» ولعل تغطيتها للأحداث الجارية في سوريا دليل قاطع على ذلك. ويذكر ان قناة الجزيرة لعبت دورا إعلاميا هاما في صعود حركة النهضة الاسلامية الى الحكم في تونس بعد سقوط نظام بن علي وهي الداعم الأول لهذه السلطة القائمة حاليا في البلاد.
ونفس الدور تلعبه هذه القناة حاليا في مصر لبقاء حكم الإخوان وقد تداولت بعض المواقع الالكترونية تسجيل لشخص مجهول الهوية ظهر في ثلاث مواقف يدافع على الرئيس محمد مرسي ويحمّل الاعلام المسؤولية فيما يحدث اليوم في مصر. هذا الفيديو يؤكد تواطؤ القناة في تأجير مثل هذه الاشخاص للتوظيف والتضليل والتمويه.
وقد كُتب على الفيديو أن قناة «الجزيرة» تستعين بكومبرس يظهر دائما على الهواء وهذا ليس أول كومبارس ل«الجزيرة» في مصر ولكن هناك عدة كومبارسات في مختلف الدول العربية تؤدي هذا الدور المزيّف.
سيناريوهات من صنع الجزيرة
وقدرة الجزيرة على حبك السيناريوهات والإخراج بدقة لم يكن حكرا على تونس ومصر وسوريا فحسب بل ما حصل في ليبيا كان أخطر وأفظع عندما عمدت في تغطيتها للثورة الليبية الى مغالطة الرأي العام من خلال تمرير فيديوهات وهمية تبرز سقوط بعض المناطق الليبية في يدّ الثوّار في حين أن تلك الصور ليست من ليبيا أصلا. والغاية من ذلك إيهام الرأي العام بسقوط النظام الليبي لغايات تخدم أحلافها وهذا الاسلوب الذي تتوخاه الجزيرة اليوم يتنافى وأخلاقيات المهنة ويتعارض وحرفية كل من يعمل بها.
وبالرغم من أن هذه القناة حاولت التعتيم على جنازة الشهيد شكري بلعيد وتوجيه الرأي العام الا ان القنوات التونسية استطاعت أن تردّ على الجزيرة بتغطيتها على المباشر للجنازة بكل مصداقية وحرفية وأوضحت جيّدا صوت الشعب التونسي وكلمته الحرة... وما أراد أن يقول..
ويذكر ان قناة «الجزيرة» تراجعت كثيرا على مستوى المشاهدة في تونس وفي بعض الدول العربية حيث تكشف عمليات سبر الآراء التي تقوم بها وكلات الاستبيان في تونس منذ سقوط نظام بن علي وصعود الاسلاميين، تراجعها الى أدنى المستويات حتى أنها باتت مرفوضة ومكروهة من عديد التونسيين. كما لم يسلم مراسلوها في تونس من التحرّش والاعتداء عليهم بالعنف في كل أماكن الحدث التي يتواجدون فيها.